حين تمدّ الطفولة يدها إلى البطولة… وتُطعم النار بالحب…اشرف المذيوب

حين تمدّ الطفولة يدها إلى البطولة… وتُطعم النار بالحب…اشرف المذيوب

19 جويلية، 21:45

في ڤابس… لم تكن النيران وحدها تلتهم مستودعًا للعجلات المطاطية، بل كانت تلتهم شيئًا من الطمأنينة، من الأمن، من ملامح يومٍ عاديّ كان سيمرّ كغيره.
لكن هناك، في قلب بوشمة، وقف رجالٌ لا يشبهون الرتابة… رجالٌ تشربوا الشجاعة كما يتشرّب الجسدُ العرقَ في عزّ النهار، رجال الحماية المدنية، الذين لم يسألوا عن الوقت، ولا عن الراحة، ولا عن المقابل.
واجهوا ألسنة اللهب بوجوهٍ مغطاة بالعرق والدخان، لكن قلوبهم كانت أنقى من المطر.
وفي لحظةٍ مفاجئة…
جاءت “بنوتة صغرونة”، بيدٍ صغيرة تحمل طعامًا، وبقلبٍ كبير يفيض امتنانًا.
قدّمت وجبتها البسيطة إلى أولئك العمالقة، كأنها تضع وردةً على جراح وطن، أو تُنزل سُكّرة صغيرة في فم التعب.
لم تكن الوجبة هي الرسالة…
بل كانت الطفلة تقول بصمتها الطفوليّ:
“أنا فخورة بكم… الوطن يراكم… ونحن نحبكم.”
في تلك اللحظة، لم تكن النار وحدها المشتعلة…
اشتعل شيء آخر في القلب: شعور بأن هذا الشعب، رغم الألم، رغم الإهمال، ما زال يعرف الجميل، ويردّه بطريقته.
تمّت السيطرة على الحريق، والحمد لله، دون خسائر في الأرواح…
لكنّ ما لا يمكن السيطرة عليه هو ذلك الشعور العارم بالفخر،
حين تُقابَل التضحية بالحب، والبطولة بالخبز والماء ودمعةٍ صامتة.
👨‍🚒 ألف تحية لأبطال الحماية المدنية بقابس…
أنتم لا تطفئون النار فقط، أنتم تُشعلون فينا الأمل.
ويا أيّتها الطفلة الصغيرة…
لقد قمتِ بما لم تفعله بيانات المسؤولين، ولا عدسات الكاميرات:
أعدتِ الإنسانية إلى واجهة المشهد.

مواضيع ذات صلة