خبير متخصص في الهجرة يحذر من انتقال مأساة مليلية إلى صفاقس

خبير متخصص في الهجرة يحذر من انتقال مأساة مليلية إلى صفاقس

28 جوان، 11:15

حذر خبير متخصص في شؤون الهجرة والعضو في المنتدى التونسي للحقوق والاجتماعية الذي يهتم بقضايا الهجرة واللجوء، من تكرار أحداث مليلية المأساوية في صفاقس التونسية مع تحول المدينة إلى “محتشد” للمهاجرين العالقين.

وتعدّ سواحل صفاقس منصة رئيسية لموجات الهجرة غير النظامية نحو السواحل الإيطالية القريبة وتحولت هذا العام إلى منطقة عبور أولى إلى دول الاتحاد الأوروبي، حيث باتت نقطة استقطاب رئيسية للمهاجرين القادمين من دول أفريقيا جنوب الصحراء.

وتتصدر المدينة النقاشات بين تونس ودول الاتحاد من أجل حزمة مساعدات مالية تفوق المليار يورو لدعم الاقتصاد ومكافحة فعالة للهجرة غير النظامية وأنشطة عصابات تهريب البشر وتسريع عمليات الترحيل.

وقال الخبير رمضان بن عمر “المدينة بصدد التحول إلى حصن ومحتشد للمهاجرين العالقين، والاتحاد الأوروبي نجح في عسكرة السواحل ومنع الخروج، نحن إزاء كارثة”.

وحذر بن عمر، الذي شارك في المنتدى الاجتماعي المغاربي للهجرة بمدينة الناظور المغربية قبل أيام، من تكرار الأحداث المأساوية على سياج مليلية قبل عام عندما لقي العشرات من المهاجرين حتفهم في محاولة العبور إلى الجيب الإسباني.

وقال بن عمر إن الوضع من حيث “القوة العددية” أكثر خطورة في صفاقس التي شبهها بالمدينة “المصيدة”، حيث يوجد الآلاف في الشوارع دون فرص عمل ولا مأوى ولا أفق واضح…

وتابع الخبير: “يستمر المهاجرون في القدوم إلى صفاقس من أجل العبور، ووجود الآلاف عالقين في رقعة جغرافية محددة سيدفعهم إلى الاحتجاج وإلى اختيار القوة.. لا يوجد سياج في صفاقس ولكنهم قد يندفعون إلى الميناء”.

ويجول الآلاف من المهاجرين هائمين في الشوارع في صفاقس ويفتقد أغلبهم إلى المال الكافي لتأمين رحلة محفوفة بالمخاطر إلى الأراضي الإيطالية على متن قوارب متهالكة يصنعها المهربون.

وشهدت عدة أحياء أعمال عنف متكررة بين جماعات من المهاجرين وفيما بين المهاجرين والسكان المحليين، وأول أمس الأحد خرجت مسيرة للسكان المحليين تطالب السلطات بوقف التدفق على المدينة وإيجاد حلول للمهاجرين العالقين.

وقال بن عمر “يشعر الأهالي في صفاقس بالضيق، هذا قد يدفع إلى وضع اجتماعي خطير وإلى حالة من الاحتقان المتبادل”.

ويعترض الحرس البحري المئات يوميا ويجري إعادتهم إلى السواحل بينما قال مصدر في البلدية إن السلطات دفنت أكثر نحو 600 جثة منذ بداية العام إثر حوادث غرق مأساوية، ويعد الكثيرون في عداد المفقودين.

وقال بن عمر “يضخ الاتحاد الأوروبي الأموال لتأمين حدوده بسياسات لاإنسانية ونحن صنعنا لأنفسنا أزمة خطيرة”.

وتابع الخبير “على الاتحاد الأوروبي فتح مسارات لنقل كل العالقين في تونس”.

وقال الرئيس التونسي قيس سعيّد في لقاءات مع مسؤولين أوروبيين إنه لا يريد أن تلعب تونس دور الحارس المتقدم للسواحل الأوروبية كما يطالب بمؤتمر يجمع دول المنطقة بشمال وجنوب المتوسط ودول الساحل والصحراء من أجل التوصل إلى حل جماعي.

( د ب أ )

مواضيع ذات صلة