خطير : والي صفاقس : المهاجرون الأفارقة يمكن أن يساهموا في بناء الاقتصاد !

في وقت كنا ننتظر فيه حلحلة الملفات السياسية والبيئية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بمدينة صفاقس، وفي وقت انتظرنا فيه تحقيقا جديا حول وجود الأفارقة بكثافة مريبة في مدينتنا حيث توجد أحياء ومناطق تجاوز فيها عددهم عدد السكان الأصليين، يطلع علينا الوالي العزيز بتصريح أكثر غرابة إذ يقول إنّ المهاجرين الأفارقة يمكن أن يساهموا في بناء الاقتصاد ! إنّه بتصريحه هذا يضفي شرعية ومشروعية على وجودهم بل يجعله أمرا نافعا وضروريا وربّما يستزيد من حركاتهم وبركاتهم ويدعوهم إلى الإقبال علينا و”دعمنا” من أجل بناء اقتصادنا المتهالك بسبب الفساد والبطالة وضعف الموارد المادية أمام كثرة الحاجات البشرية والنمو السكاني الكبير…

ألا يعلم السيد الوالي أنّ مدينة المليون ساكن تكاد تنفجر ديمغرافيا وبيئيا وأمنيا واجتماعيا وأنها لا تحتاج لإثقال كاهلها بمزيد من الضيوف وتكفينا مشاكلنا التي صنعوها لنا وصنعناها بأيدينا أحيانا وبسلبيتنا أحيانا أخرى ؟ كان حريّا بالسيد فاخر الفخفاخ أن يدعو بعض المواطنين إلى العمل بكدّ والإقبال على بعض المهن ولو مؤقتا والمساهمة في بناء الاقتصاد بدلا من الثناء على مجهودات الغرباء…

هؤلاء الذين قد يساعدوننا في بعض الأعمال ولكنهم يساهمون -ولو قليلا- في غلاء المعيشة ويتمتعون بالدعم وينافسوننا على خيرات البلد ولو أنّ المشكل الأكبر في وجودهم الذي مازلنا لم نفهم غاياته الحقيقية يبقى أمنيا وذلك بإثارة الشغب والعنف والسرقات وربما يكونون مرتزقة ! نقول ذلك دون التّجنّي عليهم لأنّ من أتى بهم يبقى مجرما وراء الستار يريد بثّ البلبلة في مدينة كانت في وقت ما هادئة وطيبة… ونحن نعلم أنهم يعاملونهم ويستغلونهم أحيانا كالعبيد ويتلاعبون بهم ولكنهم هم أيضا مصدر للإجرام ويخفون أسماءهم ومواطنهم وغاياتهم الحقيقية ويزعجوننا أمنيا ويثقلون علينا من كل النواحي…

من أجل المظلومين منهم ومن أجل كفّ أذى المجرمين منهم ومن أجل سكان المدينة الأصليّين بل من أجل تونس، على الوالي -ابن المدينة الغيور عليها- أن يفهم أن وجودهم استثناء وليس قاعدة، فمشاكل أبناء صفاقس تكفيهم !

سامي النيفر