رؤيا في الصراع الفلسطيني الصهيوني غزة عز ونخوة الأمّة …فخرالدين قوبعة
غزة هي مدينة ساحلية متوسطية في جنوب فلسطين تحدها مصر جنوبا طولها حوالي 40 كلم و عرضها يتفاوت ما بين 14 و 5 كلم ، مساحتها الجملية 360 كلم2 ، يعيش بها 2 مليون ساكن و بها أعلى كثافة سكنية بالعالم . موارد غزة تتلخص في الفلاحة و الصيد البحري ، هذا و قد ضربت القواة الإ،،،رائيلية حصارا مشددا على قطاع غزة يشمل البر و البحر و الجو منذ أكثر من 15 سنة أي يعني بعد إنسحابها منها سنة 2005 تحت ضربات المقاومة المستمرة .
شنت القواة الإ،،،رائلية على غزة في غضون 15 سنة الأخيرة عدة حروب مدمرة و إستعملت فيها أطنان من الصواريخ و القنابل و الأسلحة المحرمة دوليا بدعم من أمريكا و بعض الدول الغربية ، و نستعرض أهم هذه الحروب وهي سنة 2008 , 2012 , 2014 , 2021 و أخيرا الحرب التي تدور رحاها هذه الأيام و قد بدأت يوم 7 أكتوبر 2023
معركة الفرقان سنة 2008
23 يوم من القصف ، ألف طن من المتفجرات ألقيت على غزة بآلاف الغارات ، في المقابل أطلقت المقاومة 750 صاروخ يصل مداه 17 كلم فقط على أقصى تقدير .
الحصيلة : 1430 شهيد و تدمير 10000 منزل فلسطيني
أما على الجانب الصهيوني فقد قت…ل 10 صهاينة .
معركة حجارة السجيل في 2012
دامت هذه المعركة 8 أيام
180 شهيد فلسطيني
20 قت-يل صهيوني
أطلقت المقاومة 1500 صاروخ وصل مداها 80 كلم حيث قصفت مدينة تل الربيع ( تل أبيب ) و القدس الغربية المحتلة لأول مرة في تاريخ الصراع الفلسطيني الصهيوني.
معركة العصف المأكول سنة 2014
دامت هذه المعركة 51 يوم
تعرضت غزة لأكثر من ستون ألف غارة بمعدل 16 غارة على كل 100 متر مربع و إستعملت إ؛؛؛رائيل آلاف الأطنان من المتفجرات و الأسلحة المحرمة دوليا كالقنابل الفسفورية و العنقودية ..
فيما أطلقت المقاومة 800 صاروخ طالت معظم الأراضي المحتلة و قد وصل مداها 160 كلم كما إستعملت المقاومة المسيرات الإستطلاعية حيث توغلت 30 كلم داخل العمق الفلسطيني المحتل .
حصيلة هذه المعركة
2322 شهيد بينهم عائلات و أحياء بأكملها
دمار شمل حوالي 25 ألف منزل
في المقابل قت-ل 72 إسرائيلي و أسر جندي واحد .
معركة سيف القدس سنة 2021
إستمرت بضعت أيام و تمكنت المقاومة من إطلاق 4000 صاروخ طالت معظم المدن الرئيسية الإ،،،رائلية المحتلة و المطارات و القواعد العسكرية و ردت إسرائيل بقصف جوي خاصة على أحياء شمال قطاع غزة و قد قدمت المقاومة 250 شهيد مقابل قت-ل 12 صهيوني .
معركة طوفان الأقصى المستمرة من 7 أكتوبر 2023
معركة بحجم حرب و قد شهدنا نقلة نوعية في أداء المقاومة الفلسطينية من حيث المباغتة و المراوغة الأستخباراتية و نقل المعركة داخل الأراضي المحتلة و قد باغتت المقاومة قرابة 50 موقع عسكري و جل المستوطنات المحيطة بغزة بعمق 30 كلم و كان هجوم شامل بري و بحري و جوي مستعملة طائرات شراعية و زوارق حربية و عربات دفع رباعي تحت غطاء قصف صاروخي مكثّف شمل 5000 صاروخ في العشرون دقيقة الأولى من المعركة مكّن المقاومة من قتل حوالي 1000 مستوطن و أسر المئات و فقدان 750 صهيوني ، مما أحدث صدمة لدى إ،،رائيل حيث لم تتلقى مثل هذه الصفعة خلال تاريخ صراعها العربي/ الصهيوني منذ 1948 و قد قُصفت تل أبيب و حيفا و عسقلان و معظم المدن الإسرائيلية . و قد كشفت هذه العملية هشاشة الكيان و إهتزاز شخصية الجندي الصهيوني و عدم قدرته على مواجهة المقاوم الفلسطيني و في بضعت أيام وصل عدد القت-لى في صفوف المستوطنين إلى أكثر من 1300 مستوطن مما أدخل الكيان الصهيوني في حالة هيستيريا عسكرية و قامت قواته بصب جام غضبها على السكان المدنيين في غزة و أطلقت العنان لطياريها الذين أغرقوا غزة بغارات فاقت كل المعقول دون تمييز بين ما هو مدني و ما هو عسكري مع الإفراط في القوة في إستراتيجية عقاب جماعي للسكان حيث لم تتوقف آلتها العسكرية في قصف المدنيين العزل من نساء و أطفال و شيوخ ضاربة عرض الحائط كل الإتفاقات الدولية و القانون الدولي و قد أحكمت غلق جميع المعابر و رفضت دخول أي إعانات إنسانية لسكان غزة و الوضع أصبح أشبه منه إلى إبادة عرقية هذا و قد حشدت أكثر من 300 ألف جندي على تخوم غزة مع دعم أمريكي مطلق حيث أمدت هذه الأخيرة إ،،رائيل بكل ما تحتاجه من أسلحة و حركت حاملة الطائرات ” جيرالد فورد” لشرق المتوسط لترهيب المقاومة و ترهيب البلدان المتعاطفة مع المقاومة ، كما تلقت إ،،رائيل دعم معظم العواصم الغربية على رأسها باريس ، لندن ، برلين ، روما و كييف . في المقابل لم تلقى المقاومة أي دعم من الدول العربية و الإسلامية بل حتى جامعة الدول العربية كان بيانها هزيلا لا يحفظ حتى ماء الوجه و كأنه يعطي ضوء أخضر لمزيد من التنكيل بسكان قطاع الغزة . و في ضل هذه المستجدات الدولية و التطبيع العربي المخزي أصبحت إ،،رائيل تلوح بتهجير سكان غزة نحو سيناء المصرية ضاربة عرض الحائط كل المواثيق الدولية ، فهل ستصمد المقاومة و تجر الجيش الإ،،رائلي لحرب برية تكون بمثابة المجزرة لجنود الإحتلال ؟ أم أن الآلة العسكرية الصهيونية و من ورائها الأساطيل الأمريكية ستفرض واقع جديد على المنطقة بدءا بغزة ؟؟
اليوم هذا الشريط الساحلي المتكون من 40 كلم فقط المعزول عن العالم المحاصر منذ 15 عاما الذي يطالب فقط بحقه في إسترجاع أراضيه المحتلة منذ 1948 و الذي يطالب بإحترام مقدسات المسلمين و إسترجاع القدس من يد الغاصب الصهيوني يجد نفسه اليوم يقدم شعبه شهيدا حيث سقط الآلاف لحد كتابة هذه الكلمات ( 1800 شهيد) و قوافل الشهداء تزف في كل لحضة و يجد نفسه تتآمر عليه كل قوى العالم لتهجيره و تقطيع أوصاله ، و رغم كل التقتيل و رغم الحشود و رغم الدعم اللامحدود لإ،،،رائيل و رغم الحملات الإعلامية لتشويهه و تكميم أفواه مناصريه إلا أنه يقاوم بثبات معتمدا على خالقه و على إمكاناته الذاتية ، و هنا لسائل أن يسأل لما كل هذا العداء للمقاومة و لما كل هذا الدعم لإ،،رائيل و لماذا يريدون القضاء على المقاومة مهما كلفهم الأمر ، هل تشكل المقاومة و عددهم لا يتجاوز
الثلاثون ألف خطرا على إ،،رائيل النووية و من ورائها ثلاث دول نووية الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا و فرنسا ؟؟؟ نعم إنهم يشكلون خطرا على كل هذه الدول مجتمعة إن غزة أمّة بذاتها تصدت لغطرسة العولمة و لحكومة الضل التي تحكم العالم من وراء ستار هذه الحكومة تدرك أن المقاومة و الجهاد هي من سيتصدى لمشروعها المتمثل في السيطرة على العالم و على جميع الشعوب تحت ما يسمى بالديانة الإبراهيمية حيث تكون إ،،رائيل الكبرى هي المحور السياسي و الإقتصادي و الديني .
اليوم المقاومة الفلسطينية تخوض حربا بالنيابة عن الأمة بل بالنيابة عن جميع أحرار العالم و إذا فشلت القوى الصهيونية في هذه الحرب و أقصد طوفان الأقصى من تفكيك هذه المقاومة و من تهجير سكان غزة فإن هذه المقاومة ستتمكن من إزالة إ،،رائيل من الوجود في غضون بضع سنوات ، فكما لاحظنا فإن إمكانياتها العسكرية تتطور بشكل سريع من معركة لأخرى و جهوزيتها القتالية تطورت بشكل مبهر أبهر أعدائه قبل مناصريه .
نسأل الله الثبات للمقاومة و ندعو الشعوب الحرة للخروج في مسيرات طوفانية دعما لحقوق فلسطين و دعما للمقاومون و دعما لسكان غزة حتى تعي حكومة الضل العالمية بأن الشعوب ترفض مشروعها و ستتصدى له و ما غزة سوى الطلائع الأولى في جيش المقاومة العالمي .