رحم الله صاحب الحالة..التربوية والنضالية الفارقة: محمد بكور (ج1)..بقلم رضا القلال

رحم الله صاحب الحالة..التربوية والنضالية الفارقة: محمد بكور (ج1)..بقلم رضا القلال

15 ديسمبر، 21:02

30 عاما في التربية والتعليم

ودعنا في  اليوم الثاني عشر من ديسمبر 2021. ولد الفقيد محمد بكور عام 1928 بمركز كمون، ودرس بالمدرسة القرآنية بمركز سحنون، ثم انتقل الى الجامع الكبير بصفاقس، ونال شهادة التحصيل من جامع الزيتونة سنة 1948.

عاش الفقيد العزيز في رحاب التعليم لمدة 30 عاما من 1948 إلى 1978، حيث اشتغل معلّما ومديرا لمدرسة مركز معلى، ثم لمدرسة شارع بغداد، المعروفة باسمه، مدرسة بكور. وقد نقل لتلاميذه علمه وذاته السمحة بالطيبة وعاطفته الفياضة بالأحاسيس. وبقي في نظر العديد من زملائه وتلامذته الى اليوم المعلم الصادق الأمين.

الحضور النضالي السامق

انخرط الفقيد محمد بكور في النضال الوطني ضمن الحزب الحر الدستوري الجديد منذ بداية الاربعينات من القرن المنصرم، وشاءت الاقدار أن يلتقي مساره النضالي والعائلي بشهيد الحركة الوطنية الزعيم الفذ الهادي شاكر.

والى جانب مشاركته في المعركة النهائية من أجل التحرر من المستعمر التي قادته إلى السجون الفرنسية من 1952 الى 1955، حضر محطات تاريخية جوهرية في تاريخ بلاده.  من ذلك أنه مثل مدينته في مؤتمرات الحزب التي انعقدت بصفاقس 1955 وسوسة 1959 والمنستير سنة 1970،   ودعي إلى المجلس الاستشاري للمقاومين والمناضلين من 1981 إلى 2010 .

إضافة الى هذا كان للفقيد محمد بكور دور في تمثيل مدينته في مجلس النواب من سنة 1986 الى 1994، وكان مستشارا بالمجلس البلدي بصفاقس من 1969 الى 1975، وانخرط في عضوية الاتحاد الدولي للكشافة البرلمانيين من 1990 الى 1995 تتويجا لنشاطه الكشفي بصفاقس.

وفي كل المواقع كانت مواقفه شجاعة “لا تغرّد مع السرب دوما ” بل تصدع بالحقيقة وتطالب بالأفضل، فكانت له بذلك إضافات يقرّ له بها الجميع. فضلا عن أن الفقيد لم يعرف في حياته التملق والولاء والخنوع.

نراث نضالي وفكري

وإننا إذ نودع الوداع الأخير للفقيد الكبير محمد بكور عن سن تناهز 93 عاما فإنما نودع فيه :المربي الفاضل/ والمناضل الصامد/ وأحد المشاركين الفاعلين في تاريخ الحركة الوطنية وفي دولة الاستقلال/ والمتشبع بالمبادئ الإسلامية وقيم الحداثة والتطور في نفس الوقت/

ولأن الفقيد  يمثل تراثا تربويا ونضاليا وفكريا ، ولأنه هرم ومعلم ومنارة…فلا يمكن أن ننساه من ذاكرة  مدينة صفاقس وتاريخ وطننا العزيز. إن المرء ليعجب من مسيرة فقيدنا الكبير في نشاطه الدؤوب وايمانه المطلق بوطنه ومدينته التي قضى حياته في خدمتهما على جميع الأصعدة.

رضا القلال

مواضيع ذات صلة