رسالة مفتوحة لرئيس الجمهورية والحكومة والسلطات الجهوية بصفاقس والمواطنين

رسالة مفتوحة لرئيس الجمهورية والحكومة والسلطات الجهوية بصفاقس والمواطنين

31 أوت، 19:00

أريد أن أتوجه إلى رئيس الجمهورية وإلى الحكومة التونسية وإلى وزارة البيئة والمحيط ووزارة السياحة ووزارة الثقافة ومعهد التراث الوطني ووزارة التجهيز والمسئولين في السلطات الجهوية وإلى المواطنين التونسيين جمعاء وإلى سكان مدينة وولاية صفاقس ليشاهدوا معي على هذه الصور ما يحصل في مدننا بصفة عامة وفي مدينة صفاقس بصفة خاصة والذي يثير الحسرة والغصة والغضب والاستنكار والأوجاع. فما أشاهده في مدينتي وفي المدن التونسية لا يرفع من شأني وشأنكم بل أحس بالمذلة والهوان والانحطاط والتخلف والعار والخجل .

البعض يقول أن ما يحصل في بلادنا لا علاقة له بالدول المتقدمة ويعتقد الناس أن الوضع الوخيم في مددنا وقرانا الذي يرثى له ناتج عن قلة ميزانية الدولة والأفضل أننا لا نقارن بلادنا ببلاد الدول المتقدمة. لكن ما أريد أن أقوله بكل حزن ولوعة أن ما يحصل في مدننا وقرانا لا علاقة له بالإمكانيات المادية إنما هو ناتج عن عدم الضمير وعن عدم احترام الجار والغير وعن سلوكنا السيء نحو الشارع والمدينة فننتهك النظافة العامة ونساهم في زيادة بشاعة الشوارع وتلوثها مما ينعكس سلبا على الصحة العامة وسلامة البيئة. فالوسخ يفسد مظهر نظافة الشوارع ويشوه مظهرها. وبالتأكيد فإن الشوارع تحتاج إلى أمة محترمة لتكون نظيفة. يشعل الناس النار في القمامة في أركان المدينة وشوارعها وتلتهم النيران المنازل والأسوار فتحترق. تجاوزات عديدة وروائح كريهة وخدمات منعدمة فهذا حال مدينة صفاقس العتيقة. بينما نكرر صباحا مساء أننا ننتمي إلى الإسلام الذي يدعونا إلى النظافة واحترام الذات والغير واحترام القيم الانسانية والإخلاص في العمل والصدق وعدم الأنانية وحب الجمال والمعاملة. ولو قام كل شخص بالتنظيف حول مسكنه لأصبحت كل المدينة نظيفة. ونكرر أيضا أن الله جميل يحب الجمال، لكن نحن قوم سقطنا في مهاو الحياة ونرى مدننا وقرانا لا تليق بالشعوب المتحضرة. وفي هذا الشأن لا أخشى أن أقول بصوت عال ما يهمسه الكثير من الناس. لي الحق أن أقارن بين الجميل والقبيح والبشع والرديء. فبقدر ما تعم الرداءة في مدن بلادنا بصفة عامة تعم البهجة والانشراح في مدن الأندلس مثلها مثل أنشودة وجنة للعاشقين بزهورها ترقص في الضياء معطرا. وللدليل عن الوضع الجميل بمدن الأندلس فإليكم صورا تشهد على جمال مدينتي غرناطة وقرطبة في الأندلس ونظافتها وإشراقها التي شيدها المسلمون وورثها المسيحيون بعد ما هزموا المسلمين ولكنهم ما انفكوا عن صيانة هذا التراث الإسلامي إلى يومنا هذا.      

الدكتور ناصر بن عرب

مواضيع ذات صلة