
رصاص القلم : تونس بين مطرقة البلعوط وسندان البوجادي – الجزء الأول –
البلعوط هو مصطلح شعبي يستعمل في دول المغرب العربي لوصف شخص يعتقد في نفسه انّه الأذكى و الأشطر من غيره في كل الأمور و الشؤون و المعنى المعجمي للبلعوط هو اسم لحشرة مائية تتكون و “تتعشعش” في المياه العفنة و جمع بلعوط هو بلاعيط و ما أكثرهم اليوم في وطني و للبلاعيط عديد المبادئ أهمها أوّلا ” الغاية تبرّر الوسيلة ” فهم على استعداد لكل شيء لتحقيق ما يريدون بما في ذلك بيع وطنهم و خيانة شعبهم و التخلي على كل من حولهم حتى حلفائهم كما أنّهم يبرّرون ممارساتهم بذرائع متعدّدة و مختلفة كالدّين و الوطنية و المعرفة و الخبرة و الكفاءة و غيرها و ثانيا ” اتمسكن حتى تتمكّن ” حيث يتظاهر البلاعيط بالضعف و الاحتياج و المظلومية و التهميش و بأنّهم ليسوا طالب مكانة أو سلطة أو جاه أو مال مستعملين في ذلك كل الوسائل بقصد التضليل و الخديعة و ثالثا ” يقولون ما لا يفعلون ” فمن الصعب أو المستحيل أن تعرف لهم معتقد و لا ملة و لا مذهب يقفزون بين المواقف المختلفة و المتناقضة كما انه يصعب أو يستحيل أن تمسك لهم مواقف ثابتة أو صادقة رابعا ” ناكثون للعهد ” فلا عهد لهم و لا ميثاق و لا مصداقية يخادعون شعوبهم و من يستثيقهم من اجل الايقاع بهم باستعمال كل الوسائل بقصد الخديعة و أخيرا ” يتقنون التّقيّة ” فهم يقولون و يعملون خلافا لما يعتقدونه و التّقيّة بالنسبة للبلاعيط مرتكز رئيسي و أساسي في ثقافتهم للإيقاع في شباكهم. المؤسف حقّا أنّ البلاعيط قد تكاثروا و انتشروا في كل أصقاع وطننا و في جميع مفاصل الدولة و أصبحنا نعيش في عصر ” التبلعيط ” و انتشار هذه الظاهرة مؤشّر من مؤشّرات تخلّف المجتمع و فقره الفكري و المعرفي و تشجيع على الفساد و الغوغاء و الفوضى فيسود الجهل و التخلّف و يصبح الوطن مجرّد غنيمة يتقاسمه البلاعيط فيتمّ إقصاء الكفاءة و يتمّ الاستنجاد بالمرتزقة و بائع الذمّة و البوجادي . و البلاعيط نقول : لا بد لليل أن ينجلي ….
مع تحيات محمد العذار