
رصاص القلم : سعد العاڨر ماتضناش بقلم : محمد العذار
تقول الأغنية: الأولاد علاش جيابة , الأولاد علاش , سعد العاقر ما تضناش . و قال الزعيم الحبيب بورقيبة ” ما نخاف على تونس كان من أولادها ” كلمات تدعو للاستغراب و الدهشة للوهلة الأولى عند سماعها فكيف للأوطان أن تخاف من أبنائها ؟ و كيف للأبناء أن يخذلوا أو يخربوا أوطانهم ؟ و أسئلة أخرى كثيرة: كيف و لماذا ؟؟؟… و لكن الواقع اليوم يؤكد عمق كلمات الأغنية و صدق ما قاله بورقيبة فنكبة تونس , و خاصة اليوم , أبنائها دون سواهم أكان ذلك بوعي و إدراك و سابقية الإصرار و الترصد أو عن انتهازية مقيتة و مصلحية و نهم و طمع لا حدود لها أو عن جهل و غباء و نظرة قصيرة و نظر ضعيف أو منعدم تماما جعل الأبناء يفعلون بوطنهم ما لا يفعله الأعداء في عدوّهم فاغْتُصبَ الوطن و اسْتُبيحَ مِنْ مَنْ !؟ من ” أبنائه ” من ” أولاده ” غير إنني تذكرت قصة ذلك الأب الذي قالت له زوجته ذات يوم :” احذر يا رجل فإنّ ابننا عزم على قتلك ” فقال لها بهدوء :” اصدقني القول هل هو فعلا ابني و من صلبي ؟ :” فقالت له ” عجبا لسؤالك ! إنه ابنك ” فردّ عليها مبتسما :” إذن لن يفعلها ” و كان ذات يوم الأب يدخل المنزل فسمع حشحشة في أعلى الشجرة و كان ابنه موجها له البندقية لقتله فقال الأب :” اهبط يا ابن الكلب أتريد قتلي ” نزل الابن يقبل ساقي أبيه وهو يبكي طالبا المعذرة و السماح من أبيه على ما فكر فيه فالابن الشرعي لا يمكن أن يأتي مثل هذه الأفعال و الفاهم يفهم فلو كانوا هؤلاء أبناء هذا الوطن و تربوا على حبه و عشقه و تعلموا أنّ كرامتهم من كرامة هذا الوطن لما فعلوا و يفعلون به ما يفعلون !! لكن لوطني أقول : اصبر يا وطن ستظل شامخا عصيا حرا مهما كبرت المحن و أقول قول الشاعر :
لا تحسب الأرض عن انجابه عقِرت من كل صخر سيأتي للفِدا حَبل
فالغصن ينبت غصنا حين نقطعـــه و الليل ينجب صبحا حين يكتمل
ستمطر الأرض يوما رغم شحتها و من بطون المآسي يولد الأمل
مع تحيات محمد العذار