رصاص القلم – وإذا الناشئة سئلت بأي ذنب ثقافتهم قُـتلت …بقلم محمد العذار

و تتواصل ” الإبداعات في زمن الكورونا ” لتشمل كل القطاعات و الميادين في هذا البلد المنهش المسكين و آخرها ما نشاهده اليوم من مواد سامة عفوا ” دسمة ” للغاية في أغلب القنوات التلفزية : قتل , دغران , اجرام , عنف, إدمان , اغتصاب , سرقة , وشام , سراول طايحة , مؤخرات عريانة , إنجاب خارج الأطر القانونية يجعل الجميع يبحثون دائما عن أبائهم و أمهاتهم البيولوجيين.

تونس هذه الأرض الطيبة بلد عليسة و حنبعل و ابن خلدون و الخضر حسين و الدغباجي و علي بن خليفة و الطاهر بن عاشور و فرحات حشاد و بورقيبة و الهادي شاكر و الطاهر الحداد و توحيده بالشيخ و عزيزة عثمانة … شخصيات تمثل حياتهم و الأحداث التي عاشوها و عايشوها مادة ثرية جدا لانجاز أعمال فنية غاية في الإبداع و الروعة . قصص  انجازات و نجاحات ذات أبعاد وطنية و بطولية إنسانية واجتماعية و حضارية و ثقافية في مجتمعنا تُـتْرك و تُهمش و في المقابل أعمال تلفزية منحطة تثمّن الحثالات و ترسكل النفايات معلنة بكل وضوح إرذالا ذوقيا و حضاريا و ثقافيا و مجتمعيا لم يسبق له مثيل ” يُبشّر “بتدمير شامل لشبابنا و أطفالنا , أَفَـلـيْس هكذا تُفتكّ و تُستعمر و تندثر الأوطان فمتى نحن مستيقظون?!!!.  مع تحيات محمد العذار