رصاص القلم : ولكم في ملحمة حاجوجة صفاقس موعظة يا شعب فلسطين بقلم محمد العذار

رصاص القلم : ولكم في ملحمة حاجوجة صفاقس موعظة يا شعب فلسطين بقلم محمد العذار

18 ماي، 22:00

انتهت فترة الدولة الصنهاجية باحتلال أجنبي للبلاد هو الاحتلال النورماني لسواحل تونس سنة 1148 م و لم يكن احتلال صفاقس إلا بعد مقاومة عنيفة لكن النورمان عاثوا بعد ذلك في المدينة فسادا و قمعا و صادروا كل أنواع الأسلحة و افتكوا و منعوا السكاكين في المنازل و قاموا بخطف شيخ صفاقس ابو الحسن الغرياني و أخذوه رهينة إلى صقلية مهددين بقتله إذا ثارت صفاقس . وتنفيذا لوصيته لابنه عمر بالثورة ضد الاحتلال و على الرغم من التهديدات و انعدام السلاح وفارق القوى إلا أن رجالات ذلك الزمان وضعوا خطة لتحرير المدينة فقاموا باستغلال صهريج لخزن الماء ينزلون إليه كل ليلة خلسة لصنع الأسلحة و هي عبارة عن عكاكيز بها حراب حادة و لما جاءت ليلة راس السنة الميلادية اقترح أهل صفاقس على النورمان مشاركتهم في احتفالاتهم بهذا العيد , و من جهة أخرى جعلوا جماعة يدورون على المنازل  في صورة شحاذين و كل منزل يخرج لهم أصحابه عدد من حبات الفول على قدر عدد الرجال القادرين على حمل السلاح في تلك المنازل اثر ذلك قاموا بإعطاء كل منزل من السلاح بقدر ما أعطوهم من الفول. حتى إن جاء موعد العيد فتظاهر أهل صفاقس بالفرح يطبلون و يغنون و الرجال يلعبون لعبة الزقارة بالعكاكيز التي أعدوها و لما أُطلقت صرخة الهجوم و كان النرمان سكارى منتشين انقضّ الرجال عليهم يثبتون الحراب في صدورهم و لم يُفلوا أحدا و ماتوا النرمان على آخرهم و أصبحت صفاقس تتنفس الحرية و كانت هذه الملحمة حافزا لبقية المناطق للثورة على النرمان على الرغم من اختلال موازين القوى العسكرية آنذاك بين جيش يملك العتاد و الإمكانيات و بين شعب معزول لا يملك إلا إيمانا بقضيته و انتصارا لشرفه و عرضه و أرضه و طوقا للحرية. فالتحموا و ابدعوا و اقيموا و انجزوا ” حاجوجتكم ” يا شعب فلسطين و النصر لنا .

مع تحيات محمد العذار

مواضيع ذات صلة