زياد الهاني : هل تذكرون عملية باردو الإرهابية ؟

هل تذكرون عملية باردو الإرهابية التي خلفت 22 قتيلا و45 جريحا، في 18 مارس 2015؟هل تذكرون فرقة مكافحة الإرهاب التي ألقت القبض على مجموعة من المشتبه فيهم وجدت أرقام هواتفهم لدى منفذ العلمية، واعترفوا جميعهم بضلوعهم في العملية؟هل تذكرون ذلك القاضي الذي أدار الملف، فألغى الاعترافات وفتح تحقيقا في التعذيب ضد أفراد فرقة مكافحة الإرهاب بعد أن سحب منهم الملف وأحاله إلى فرقة الحرس الوطني؟هل تذكرون موجة التنديد الضخمة التي واجهته، ووصلت حد اتهامه بالتواطئ مع الإرهابيين؟هل تذكرون كيف تحول وفد من أعضاء مجلس النواب أغلبهم من حركة النهضة ومن ضمنهم سامية عبو، إلى مقر فرقة مكافحة الإرهاب بالڨرجاني حاملين معهم الورود، للتعبير عن تضامنهم مع أفرادها ضد “القاضي الإرهابي”؟هل تذكرون كيف تدخلت سكوتلنديارد في القضية نظرا لوجود عدد كبير من القتلى البريطانيين، وساهمت في التحقيق إلى جانب “القاضي الإرهابي” وفرقة الحرس الوطني، وهو ما أدى إلى كشف عناصر الشبكة الإرهابية الحقيقية، وبيان زيف الاعترافات الموجهة للمتهمين السابقين واغتصابها منهم تحت التعذيب؟هل تذكرون كيف تمت دعوة ذلك “القاضي الإرهابي” إلى بريطانيا مع بعض زملائه لتكريمهم من أجل ثباتهم ومساهمتهم الفعالة في كشف الحقيقة، وإماطة اللثام عن أخطر شبكة إرهابية عرفتها تونس، ولولا كشفها لعاثت في البلاد إفسادا وسفكا للدماء؟هل تتذكرون من هو ذلك القاضي؟هو القاضي بشير العكرمي، المهتم اليوم بالتواطئ مع الإرهاب…أعذروني فلست ممن ينساقون وراء الاتهامات مهما بلغت خطورتها وحماستها دون تثبت وتمحيص.وأظن أن المنطق السليم يلزمنا بانتظار معرفة رد القاضي بشير العكرمي على الاتهامات الموجهة له، قبل الحكم له أو عليه، خاصة وأن لنا في ظلمه والتشكيك في كفاءته سابقة مخزية للذين اتهموه باطلا.