سعيد :يقول كلاما… ولا يقول شيئا… اسامة بن رقيقة
ككل مرة لا تخلوا خطابات السيد الرئيس من الألغاز وكيل التهم لهذا الطرف وذاك دون أن يذكرهم بالاسم. خطاب قريب إلى الفلسفة، قائم على الشك والريبة، بعيدا عن الخطاب السياسي القائم على الإقناع والقبول والاقتناع بمصداقيته عبر وسائل وطرق مدعمة بالحجج والبراهين. السيد سعيد يحرص أن يقدم خطابا، ولكنه في الأصل يقدم محاضرة غامضة المعالم، يقول كلاما… ولا يقول شيئا، مصطلحات لا رابط بينها، سوى أنه كلام لا معنى له. يعتقد في داخله أن مايقوله تعبير وقراءة معمقة، والحال انها تصريحات مبنية للمجهول، من قبيل “أطراف تسعى إلى تفجير الدولة من الداخل…”، “الخونة والعملاء…”،”عملاء باعو ضمائرهم…”وغيرها من المفردات الغامضة التي يفهمها السيد الرئيس فقط، اما الشعب فمطالب بإمتلاك قدرات خارقة لفك شفرات الخطاب والتعبيرات العصية على الفهم ،ليس لتعقيدها وإنما لخلوها من المعنى. هاته التهديدات والاتهامات المبنية للمجهول، فسرها البعض (قلة يفهمون لغة الرئيس!!) بوجود صراعات بين مؤسسات الدولة في تونس؟ وذهب شق آخر أن السيد الرئيس يشير إلى بعض النواب؟ وراي آخر يقول ان المقصود هم سياسيون تجاوزوا الخطوط الحمراء (حسب زعم سعيد) بتوجيه انتقادات غير مسبوقة للنظام والرئيس شخصيا. سيدي الرئيس خطاباتك كشفت عن وجود مشاكل هيكلية في الأداء الرئاسي تتعلق بالشكل والموضوع معا، نرجو أن يكون الارتجال سببها الأكبر ،وليس الرغبة في فرض سياسة شمولية تسلطية تقوم على تغيير نظام الحكم؟ كما نرجو أن يكون كاتب الخطاب من بني جلدتنا، ولم يحبر بمداد رواد الفضاء والكائنات غير المرئية. ختاما يقول الفاروق (مثلك الأعلى) “احب الناس من رفع إلى عيوبي “. ها أني لك من الناصحين. “سيدي الرئيس هل حدثتك الكائنات الفضائية.. عن الكورونا بصفاقس” (عنوان مقال الغد).



