سمير الوافي : هناك ظاهرة تونسية إسمها الحقد على كلّ ناجح أو محبوب
هناك ظاهرة تونسية كتبت عنها عدة مرات…كل مرة بطريقة وأسلوب…وتحليلها من إختصاص علماء الإجتماع…وهي أن من أتعس أمراض مجتمعنا الحسد…والحقد على كل ناجح أو محبوب أو متفوق…وعلى كل إمرأة جميلة…وعلى كل فرح وسعادة حتى في صورة زواج أو عيد ميلاد أو سهرة…!
جرب ضع صورة شخص ناجح أو سعيد…أو أذكر إسمه أمام الناس…واسمع أو اقرأ تعاليقهم…سيقولون أن ماله حرام وأنه مشبوه وفاسد…ونادرا ما تسمع من يقول ” ربي يعينو “…” ربي يزيدو “…أو أي كلمة طيبة…مع أن اتهاماتهم مجرد مهاترات وأحقاد بلا براهين…!
اسمع ما يقولونه عن إمرأة جميلة…أو اقرأ تعاليقهم تحت صورها…أو إمدح جمالها…سيشككون في شرفها وعرضها وأخلاقها…سيتكلمون عن البوتوكس والسيلوكون…وطبيب التجميل الذي زرع لها كذا وركب ونفخ وشفط…وأنها مغشوشة ومركّبة ومشحوطة…!!
الإنسان الناجح والسعيد والمحبوب…يركز الناس على عيوبه وأخطائه وعثراته…يتصيدونها ويتمنونها وقد يتوهمونها أو يختلقونها…كأن النجاح تهمة والفشل شرف…كأن الثراء جريمة والفقر نزاهة…كأن الجمال نقمة…!
الكثير جدا من التوانسة يستمتعون برؤيتك مهموما منكوبا تعيسا…والكثير جدا منهم لا يعترفون بنجاح غيرهم الا بعد وفاته…يصبح فجأة عظيما وبطلا وناجحا حين يصبح تحت التراب…وثقافة الشماتة والتشفي والنقمة هي السائدة في أغلب المصائب…!!!
لن أعمّم فهناك توانسة قلوبهم كبيرة…ونفوسهم نقية…ولا يزعجهم نجاح غيرهم بل يفرحون معه وتسعدهم سعادته…وهؤلاء قلة قليلة…لكنهم روح الدنيا ونكهة الحياة ومصدر الطاقة وملح الأرض…ووجودهم مثل وجود الشمس في كرمها وترفعها وعطائها ونورها ومفعولها…هؤلاء إن لم تكن ولم أكن منهم فنحن مرضى…!