سُور صفاقس الحزين …بقلم : مَحمّد التّركي الصفاقسي
في موقع الصحفيين بصفاقس وهو ذات الموقع الذي أنتم بصدد تصفحه قرأت مقالا صدر صباح يوم الإثنين 29 ماي 2023 مصحوبا بصور توثيقية يتحدث فيه صاحبه عن حال سور صفاقس العظيم الذي تحول إلى ركام أو يكاد ، لقد نخر الزمن المِلاطَ الذي كسا جدرانه الشامخة ( 12 متر ) وبانت حجارته في أجزاء بل في مساحات من أرجائه .
قلت في نفسي : مَعلمٌ أثري كسور صفاقس يُهمل بهذا الشكل !أين تونس ؟! أين المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة التي تُعنى بإنقاذ المعالم التاريخية ؟! هم يجهلون . . . أنه السور الوحيد المتواصل في البلاد التونسية إذ لا يمكن دخول المدينة إلا من أحد أبوابها الخمسة ، ويعتبر أقدم جزء من مدينة صفاقس شُيد في منتصف القرن التاسع ميلادي زمن حكم الأغالبة.
أقول لمن تجاهل القيمة الأثرية لسور صفاقس : إن التاريخ لن يغفر لكم صنيعكم أبدا ، ولو كان ذاك السور المتصدعة جدرانه يدرّ عليكم أموالا كالسياحة لاهتم به أهل الذكر لكن شاءت الأقدار ألا تكون مدينة صفاقس كذلك لأجل تضحية أهلها من أجل خدمة اقتصاد الوطن لانتصاب السياب وال. N P K على مشارف شواطئها .
وما ينسينا كل ما حصل لصفاقس من تلوث مُميت بالسرطان ونحوه هو أنها منارة للإقتصاد من صناعة وفلاحة وتجارة فضلا عن كونها أرقى كعبة عِلم في البلاد التونسية ولّادة للعلماء والعظماء وفي ذلك شرف للمدينة على مرّ التاريخ وفي كل الأزمنة .