سياسة مدّ اليد … أ.د الصادق شعبان

سياسة مدّ اليد … أ.د الصادق شعبان

18 مارس، 21:12

توقفت قليلا عن الكتابة في الأسابيع الأخيرة… قرأت كثيرا وأصغيت إلى الكثيرين من مختلف الاتجاهات… تعمقت وقارنت… وراجعت كل الماضي…
قلت ان لي شخصيا مسؤولية خاصة، ومن واجبي الا أخطئ في التقييم… فنحن اليوم في مسار لا يتحمل الأخطاء…
انا وكثيرون من جيلي لنا مسؤولية تجاه الوطن، مدينون للدولة، لا طمع لنا اليوم في شيء ولا خوف من شيء، نشعر فقط ان تونس هذه التي قدمت لنا الكثير تستحق ان نردّ لها الجميل…
أرى ان تونس الآن في حاجة الى مراجعات شاملة… من قبل السلطة ومن قبل المعارضة على حدّ سواء…
تونس تحتاج إلى كل الكفاءات (وكم كثيرة هذه الكفاءات اليوم من مختلف الاجيال) وتحتاج الى تجديد السياسات… فالعشرية الماضية اضاعت منا الخيط الذي كنا نمسك به وتأخرنا في أغلب مجالات الترتيب وفي كل مواقع التصنيف…
تونس في الملخص تحتاج الى مناخ جديد يستقطب، والى صورة جديدة تخدم مصالحنا في العالم…
تونس لا تتحمل هزة اخرى… والعودة الى الوراء كلام فارغ… المشي الى الامام هو الاسلم لكن بخطى ثابتة ويجب ان نعرف أين نمشي…
الاطر المؤسساتية اليوم هي الصحيحة، بالنظام الرئاسي وبالتصويت على الافراد. قد تحتاج الى تحسينات لاحقة، لكن الأساسي موجود و يمكن ان نبني عليه… المشهد السياسي يتوضح والطبقة السياسية تنظاف… والنظافة موجودة في قمة الهرم وهذا ما يضمن النجاح…
لكن لا يعني هذا ان كل شيء على احسن ما يرام… فهناك اشياء كثيرة تحتاج إلى التعهد… والورشات كلها مفتوحة… ويجب ان نبني سياسات لصنع الاجيال الصاعدة ولهيكلة المستقبل، والتوجه نحو بناء القدرات المؤسساتية والبشرية لمواكبة المتغيرات المتسارعة والبحث عن السبق قدر الامكان… في طليعة الورشات، المدرسة وسياسات التربية والعلوم، وكذلك تملك الرقميات والاعداد للمهن وللصناعات الجديدة… كما يجب ان نصلح بأقل كلفة ممكنة، ودون كسر اجتماعي وضغينة…
الاحزاب كلها تحتاج الى مراجعات، وكذلك النقابات، والجمعيات، والمؤسسات الاعلامية… العهد تغيّر، والأطر تغيّرت، ومن الضروري ان يعرف كل دوره…
علينا جميعا واجب مد اليد… اذا كان هذا هو سلوكنا، تصبح المعارضة مفيدة للوطن، والنضال النقابي مفيد للعمال، والعمل الجمعياتي مفيد للمجتمع، والأداء الاعلامي يخدم الوظائف الأخرى كلها…
أ.د الصادق شعبان
14 مارس 2023

مواضيع ذات صلة