سيدي المسؤول ….. حذار من بطانة السوء ….عمر منصور
.يقول تعالي : يا أيها الذين امنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم ،،( اي من المنافقين أو من غير المؤمنين) لا يالونكم خبالا ( أي لا يدخرون جهدا في افساد اموركم ) ودوا ما عنتم ( اي حريصون علي شقاءكم ) , قد بدت البغضاء من افواههم وما تخفي صدورهم اكبر ، قد بيننا لكم الايات ان كنتم تعقلون . والبطانة طبعا هم أولئك الأشخاص الذين تقربونهم وتحيطون انفسكم بهم للاستشارة والتدبير , تطلعونهم علي اسراركم وخباياكم . …….وقد تكون البطانة بطانة خير سيمتها الاستقامة والصدق والمقدرة والكفاءة ، ترشدكم الي ما فيه صلاحكم وصلاح البلاد فان نسيتم ذكروكم وان ذكرتم اعانوكم كما جاء عن الرسول الكريم .أما بطانة السوء فهي بطانة وليدة الصداقات والمعاملات والولاءات , وهي أما بطانة حسنة النية عديمة الكفاءة أو بطانة سيئة النية مبطنة للخراب ، وكلاهما مؤذن بالانهيار , وعن النبي الامجد قوله إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة , فساله محدثه كيف اضاعتها يا رسول الله فقال إذا اسند الأمر لغير اصحابه .البطانة السيئة تعزلكم عن قومكم وتبعد عنكم الاخيار والصالحين ويخوفونكم منهم ، يغرقونكم مدحا وثناءا وبزينون اخطاءكم حيث تخطؤون ويبررون فشلكم حيث تفشلون . يختلقون المكاءد والدساءس ويلفقون التهم ويصنعون المؤامرات ويؤجحون الصراعات ويفتنون بينك وبين من حل أو لم يحل بينك وبينهم نفور ….. وهم يخيفونك من الاصلاح ويبعدوك عنه ويزينون لك الغلط ويدفعونك إليه . ولا تظنن أن المسؤول بريء مما تقترفه بطانته فهو مسؤول عن وجودهم وعن ابعادهم عند الاقتضاء ٫ فان لم يكن عالما بافعالهم رماه الناس بالغفلة ، وان كان عالما بهم ولم يفعل رماه الناس بالضعف , وفي الحالتين فهو غير صالح للمسؤولية ولا تنتظر منه الأمة خيرا . ويذكر ان اعرابيا دخل علي الملك سليمان ابن عبد الملك ابن مروان وقال له : يا امير المؤمنين اني مكلمك بكلام فاحتمله ولو كرهته فهو خير لك ان قبلته ….انه قد اكتنفك رجال ابتاعوا دنياهم بدينك ( اي باعوا دينهم لياخذوا منك الدنيا ) وابتاعوا رضاك بسخط ربهم , خافوك في الله ولم يخافوه فيك فخربوا الآخرة وعمروا الدنيا……فلا تامنهم علي ما ااتمنك الله عليه فانهم لم يالو الامانة ضيعا ولم يالوا الأمة خسفا …. وأنت مسؤول عما اقترفوه وليسوا هم بمسؤولين عما اقترفته أنت ، فلا تصلح دنياهم بفساد اخرتك , فان اعظم الناس غبنا من باع اخرته بدنيا غيره .