سيناريو وارد بعد تصنيف “فيتش”: ماذا تعني دعوة تونس إلى نادي باريس؟
قال الخبير الاقتصادي، عز الدين سعيدان، إن دعوة تونس إلى ما يسمى بـ”نادي باريس” سيناريو وارد جدّا وذلك بعد تخفيض وكالة “فيتش رايتينغ” للتصنيف الائتماني لتونس من درجة ” B” الى درجة “B-” مع توقعات سلبية.
وأضاف أن هذا التخفيض هو التاسع منذ سنة 2011، مشيرا إلى أن الحكومات المتعاقبة لم تفهم الرسالة جيّدا ولم تقم بما يتعيّن فعله لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وأوضح سعيدان أن هذا التصنيف هو تقييم لمدى قدرة البلاد على إعادة تسديد ديونها الخارجية، مشيرا إلى أن دعوة تونس لنادي باريس أمر ممكن.
وتابع أن صندوق النقد الدولي أصبح في وضع محرج في ما يتعلّق بتونس لأنها لم تلتزم بالإصلاحات التي تعهّدت بها بعد حصولها على جزء من التمويلات، مبيّنا أن تقرير “فيتش رايتينغ” قد تحدث عن فرضية حث الصندوق لتونس إلى الذهاب إلى “نادي باريس” كشرط لتقدّم المفاوضات.
وأفاد بأنه تتم دعوة البلدان العاجزة عن تسديد ديونها إلى “نادي باريس” الذي تجتمع فيه المؤسسات المُقرضة على غرار صندوق النقد الدولي والبنك الافريقي والبنك الأوروبي والبنك الياباني والألماني.
وأكد أنه في صورة قدّمت الدولة التونسية جوابا مقنعا للدائنين بخصوص قدرتها على خلاص ديونها، يتم التفاوض معها والتوصل إلى إعادة جدول ديونها لكن في صورة غياب جواب مقنع، فإن الجهات المُقرضة هي التي ستفرض شروطها وإملاءاتها من ذلك التخفيض في كتلة الأجور والتفريط في مؤسسات عمومية ورفع الدعم…
وبيّن سعيدان أنه سيتم أيضا بعد ذلك دعوة تونس إلى “نادي لندن” والذي يضم الدائنين للقطاع الخاص.
وقال إن تونس في مأزق كبير جدا، خاصة وانها مطالبة نهاية الشهر الحالي والشهر القادم بخلاص قرضين (500 مليون دولار قيمة كل قرض) بضمان أمريكي، وهو ما سيجعل الولايات المتحدة الأمريكية مُجبرة على الدفع عوضا عن تونس في صورة فشلها في خلاص هذه الديون، وهو ما اعتبره سعيدان سابقة خطيرة و”فضيحة”.
وشدّد الخبير الاقتصادي على ضرورة القيام بإصلاحات عاجلة و تقديم تنازلات.