صدور الديوان الجديد للأستاذ عبد العزيز قاسم رباعيات بلا وريث
حدث الموسم الشعري في تونس هو صدور الديوان الجديد للأستاذ عبد العزيز قاسم وجاء باللغة الفرنسية تحت عنوان “Quatrains en déshérence” (رباعيات بلا وريث) ضمن منشورات دار ليدرز .
وقد سبق للأستاذ عبد العزيز قاسم نشر ديوانين شعريين بالعربية وأربعة دواوين بالفرنسية بالإضافة إلى عدد من الدراسات تناولت قضايا الشعر والأدب المقارن وبذلك يتبوأ مكانة متميزة ضمن الشعراء ذوي اللسانين. منذ صدور ديوانه الأول” Le Frontal (عصاب الجبين، الدار التونسية للنشر، 1983) لفتت متانة أسلوبه نظر النقاد. وليحتفظ بمنزلته، طوال سني إبداعه حمّل نفسه من وجع العبارة أقصاه. لذلك ظل مقتصدا مقلّا في الكتابة، يقاس إنتاجه بالكثافة لا بالطول.
في هذا الديوان الجديد،” رباعيات بلا وريث” مع أن كل شيء في هذا الزمن يترهل ويترذل، يواصل الشاعر، في شيء من الكلاسيكية العالية، عمله كصائغ للحروف، جاعلا من رد الاعتبار إلى الكلمة “آخر معاركه” واعيا بأن النصر فيها غير مضمون، ولكن الشاعر، ” حتى في تخوم العدم، يجرؤ على أن يكون”
واعتمادا على ما له من سعة المعرفة، يستدعي الأستاذ عبد العزيز قاسم الأساطير القديمة والحديثة سندا لشعرية تطمح إلى تجديد النشيد الذي يتغنى بالمرأة والحب والجمال، حيث يعلن الولاء “فالحب الكلياني للبهاء المتسلطن”.
بيد أنّ الشاعر عبد العزيز قاسم شاهد على العصر، في عالم لا يخلو من القبح، لذلك عمد إلى جعل الإغواء سبيلا إلى التمرد.
منذ احتلال العراق ركز إحدى “ثكناته” ببغداد. وما الشاعر بالنسبة إليه سوى حبة رمل، مجرد ذرة وهل تحلم الذرة “إلا بالتفاعل المتسلسل”