صراع الأحزاب: يغتال أبناء الشعب المسحوق
يقول المثل الشعبي “تسمع جعجعة ولا ترى طحينا”. هذا المثل ينطبق تماما على الأحزاب السياسية في تونس التي تتصارع، لا من أجل مصلحة البلاد، بل من أجل ضرب بعضها البعض. فحزب النهضة فشل في تسيير دواليب الحكم شأنه شأن حلفائه. المعارضة وبالرغم ماتحتويه من “مثقفين” إلا أنهم يتخذون لغة لا تمس الشارع وهو ما جعلها بلا شعبية، لا يطرحون أنفسهم كبديل سياسي، لا يملكون برامج يمكن أن تخرج البلاد من أزمتها. مهمتهم الأساسية تعليق الأخطاء على الغير، وبالأساس على حركة النهضة.فحزب عبير موسي لا يمتلك برنامجا واضحا، زاده الوحيد المتاجرة بالبورقيبية ومهاجمة الخصوم السياسيين وترذيل الساحة السياسية. الجبهة الشعبية ومشروع تونس شعارها الوحيد السلبية واللغة الخشبية. أما بقية الأحزاب فهي عبارة عن دكاكين ومشاريع مفلسة، ليست لها قاعدة شعبية، مهمتها الوحيدة إحتلال المنابر الإعلامية. وقد أرجع البعض ضعف هاته الأحزاب لزمن الدكتاتورية التى منعت النشاط الحزبي وعملت على قاعدة الحزب الواحد.(بإستثناء الدستوري الحر النسخة المشوهة من التجمع). في حين أرجع أخرون ذلك للزعاماتية ومحاولة أشخاص بعينهم السيطرة على هياكل الحزب أو بالأحرى غياب الديمقراطية داخل هاته الهياكل. هذا الوضع التي تعيشه الأحزاب والتناحر في ما بينها إنعكس سلبا على الشعب المغلوب على أمره، حتى أنه أصبح غير قادر على توفير متطلبات العيش.والرجاء كل الرجاء أن تتقى الأحزاب على إختلاف توجهاتها البلاد والعباد، فالوضع لم يعد يحتمل كل هاته المهاترات والصراعات.
أسامة بن رقيقة