
صفاقس: أجسام صغيرة تحرقها أشعة الشمس الحارقة.
أينما وليت وجهك في مدينة صفاقس ، إلا ووجدت طفلا في عمر الزهور، البعض لا يتعدى العشر سنوات ،في الطرقات ، في الأسواق، أمام المحلات، بين السيارات، حاملا بضاعة ما، هذا في يده قوارير مياه، واخر يحمل مجموعة مناديل ورقية، وذاك يرتدى شاشية فوقها مشموم، أو جالسا وأمامه إناء مملوء باللوز، وغيرها من المظاهر التي ألفناها في مدينة أصبح تشغيل الأطفال فيها أمرا متاحا وأمام أعين الجميع.
أطفال في عمر الزهور يمارسون أشغال شاقة لا تتحملها أجسادهم ولا عقولهم… يشتغلون في بيع السجائر وبيع أكياس البلاستيك وبيع المشموم وفي التنقيب في القمامات وبيع المناديل الورقية للسائقين ومعطرات السيارات… وغيرها من الأشياء التى تدر بضع ملاليم في ٱخر النهار بعد عمل يوم شاق وطويل…
أطفال تتراوح أعمارهم بين 7و13 سنة معرضين لجميع الٱخطار والٱفات يجوبون المقاهي والشوارع تحت لهيب الشمس الحارقة ،من أجل كسب لقمة العيش …
ولعلنا هنا نتسائل عن الغياب التام لمندوب حماية الطفولة وللسلط المحلية ، إزاء هذا الواقع المرير الذي قتل البراءة في عيون الأطفال، وليبقى السؤال المطروح، كيف يمكننا تصور مخيلة وطموح ونفسية طفل تحاصره القمامة من هذا الجانب ورائحة محركات السيارات من الجانب الآخر تلفحه أشعة الشمس الحارقة من كل جانب؟
أسامة بن رقيقة