صفاقس أغرب من الخيالْ ….أزمة ماء في قرية الشفار…

صفاقس أغرب من الخيالْ ….أزمة ماء في قرية الشفار…

25 جويلية، 19:00

تخيل أن تستيقظ ذات صباح وتفتح الصنبور ولا تخرج قطرة ماء . تخيل أن هذا الموقف يستمر لمدة أسبوع كامل. هذا بالضبط ما يعيشه 4000 مقيما من سكان القرية السياحية بين (معقفين) الشفار الآن، واكثر من 100000 زائر بصفة يومية تقريبا وضعفها في عطلات نهاية الأسبوع. الشفار، هذه القرية الساحلية الصغيرة التي تتحول عادة إلى ملاذ لأشخاص الصيف العطشى..
تساؤلات شرعية تطرح حول الإنصاف في توزيع الموارد المائية في تونس
ماذا لو كانت شواطئ المرسى أو المنستير أو بوجعفر أو أغير أو جرجيس -هذه الوجهات السياحية الثمينة – بدون ماء لمدة أسبوع؟ هل سيكون الغضب هو نفسه؟ هل ستكون ردود الفعل بهذا البطئ؟
في مواجهة هذا النقص، لا خيار أمام سكان مدينة شفار سوى شراء خزانات مياه بـ 70 دينار تونسي – مبلغ معتبر للعديد من العائلات. هذا الوضع يحوّل الوصول إلى المياه،رغم انه حق أساسي، إلى ترف لا يمكن تحمل تكلفته للبعض.
في عشرة أيام بعض الناس تكبدوا مصاريف بأكثر من 500 دينارا تونسيا
الشفار، عادة ما يكون ملجأ للمواطنين الباحثين عن الهدوء، يرحب عادة بما يصل إلى 150,000 شخص في عطلة نهاية الأسبوع. اليوم القرية تفرغ تدريجيا. يهرب المصطافون في الصيف من هذه الوجهة التي أصبحت غير مضيافة، مما يحرم المنطقة من مصدر حيوي للإيرادات السياحية.
رغم تعدد الدعوات للجهات المختصة الا ان الصمت من طرف المسؤولين الجهويين مستمر ويجرنا الى طرح اكثر من سؤالمقلق :

  • هل هذه استراتيجية مدروسة لإحباط السياحة الصيفية في المنطقة؟ وتوجيهها الى مدن ساحلية اخرى بعد ان شهدت ركودا ملحوظا ؟
  • هل هناك مصالح اقتصادية خفية خاصة من بائعي المياه الخاصة الذين يستفيدون من هذه الحالة؟
  • لماذا هذه اللامبالاة تجاه محنة شعب بأكمله؟
    سكان القرية السياحية بالشفار لا يطلبون القمر إنهم ببساطة يطالبون بحقهم في المياه النظيفة، خاصة وان محطة التحلية لا تبعد عنهم غير بعض مئات الامتار
    الوضع في شفار ليس مجرد أزمة تقنية، إنه اختبار لقيمنا الجماعية. كيف يمكن لمجتمع أن يقبل حرمان جزء من سكانه من المياه الجارية لأيام بل لأسابيع؟
    حان الوقت لتحمل السلطات المسؤولية وإيجاد حلول مستدامة. لأن وراء هؤلاء الـ 4000 من سكان قرية سياحية في قيمة الشفار، هناك 4000 قصة بشرية، 4000 كرامة محطمة تنتظر ببساطة الوصول إلى الماء.

    حاسم كمون

مواضيع ذات صلة