
صفاقس : الذباب والحشرات تكتسح المدينة
قد يكون البعض طبّع معه.. وقد يعتبره البعض الآخر كائنات أليفة تشاركنا طعامنا وشرابنا وحتى فراشنا ومتاعنا.. بل تعانقنا وتلتصق بنا وتدخل لحمنا وعظمنا دون استئذان.. لا أدري إن وقعت ذبابة أو حشرة ما على خبز أو لحم أو خضر، هل يكون من المناسب تناوله بعد ذلك وكأنّ شيئا لم يكن ؟ الغريب أنّ سلالة الذباب تتطوّر من سنة إلى أخرى فبالأمس الجميل كنّا نطرده أو ننشّشه فيبتعد المسكين، أما اليوم فقد أصبح أكثر حميمية والتصاقا بنا.. ولا شكّ أنّ حيّ الأنس وما جاوره يحقّق أرقاما قياسية منذ سنوات.. بل نستطيع إسناد جائزة لمن يجلس ليأكل شيئا هناك دون أن يشاركه الذباب وجبته مهما غطّى ومهما احتاط.. وأمام هذا الوضع البائس هناك حلّان لا ثالث لهما : إمّا التجاهل والتظاهر بعدم رؤية أي شيء و”تكبير المخ” و”تبريد الدّم” و”كبّر قلبك” و”كفى تعقيدات”، أو التّجنّد لحماية البيئة والطبيعة من آفة الذباب والناموس والحشرات بكل أنواعها.. حذار، نحن لا نتحدّث عن القضاء عليها نهائيا فذلك مستحيل وليس من سنّة الكون، ولكن يجب المداواة والاعتناء بالمحيط حتى يكون عدد هذه الكائنات الضارة عاديا ومعقولا. آنذاك فقط، يمكن التعايش معها، ولكن أن تجد فوق طاولة واحدة عشرات الحشرات فذلك ما لا يمكن السكوت عنه والرضا به.
سامي النيفر