صفاقس: الصّوناد وعقليّة رزق البيليك !

صفاقس: الصّوناد وعقليّة رزق البيليك !

13 مارس، 19:00

عندما تمرّ في شوارع مدينة صفاقس وأحوازها تعترضك برك المياه في كل مكان فتفرح ظانّاً منك أنّ الأمطار لم تكفّ عن الهطول طيلة هذه الفترة، ولكن ما تلبث أن تتفطّن إلى حقيقة الأمر وتعلم أن هذه المياه متأتّية من تسريبات في قنوات الصّوناد وليست غيثا نافعا!
وعندما تقوم بدورك كمواطن مسؤول وغيور على ثروة بلادك تجد أمامك سدّاً منيعاً واستهتارا وعدم مبالاة، وإليكم تفاصيل ما جرى لي بخصوص هذا الموضوع:
منذ قرابة الشّهر أو يزيد، تفطّنت وجيراني إلى تسريب مياه في الزّنقة التي نقطن بها فقمنا الجار تلو الآخر بإعلام مصالح الصّوناد بالأمر. وكان الاتّصال إمّا عن طريق الهاتف أو باللّقاء المباشر في مقرّ الشّركة بصفاقس الجنوبيّة وفي كل مرّة يقع تسجيل الشّكوى وتقدّم لنا الوعود الزّائفة بالقيام بالإصلاحات اللّازمة ولكن دون جدوى…
وتمرّ الأيّام والمياه تتدفّق أقوى فأقوى، وفي كلّ يوم يتطوّر العطب إلى الأسوء وتزيد قوّة انسياب المياه وخاصةً أثناء الليل عندما يكون الضّغط في القنوات أكثر حدّة، والصّوناد دائما في حالة سبات أزليّ لا يعلم نهايته إلا الله سبحانه وتعالى! فالتجأت في نهاية الأمر، في محاولة يائسة وأخيرة، إلى قلمي عساه يكون سبباً لحلّ هذه الأزمة!

فإلى أين نحن ذاهبون؟!
ألهذا الحدّ أصبحت عقليّة رزق البيليك طاغية على معاملاتنا؟ وهل يوجد أمر أهمّ من إصلاح هذه القنوات المهترئة وإيقاف نزيف تبذير المياه الصّالحة للشّراب خاصّة مع نقص الثّروات في السّدود وشحّ المائدة المائيّة للبلاد طيلة هذه السّنوات الأخيرة؟
من المؤكّد أنّ هذه المشاكل ليست من أولويّات حضرة المسؤول ما دام ينعم بالكرسيّ الوثير والمكيّف الصّامت والسيّارة الفاخرة والمياه المتدفّقة في حديقته ومسبحه الخاصّ المملوء مجّاناً على حساب الشّعب البائس!
حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

)الصّور من زنقة المهيري، نهج الكافي السلّامي، طريق بوزيّان كلم 5.5 قبل جامع الهداية(

مواضيع ذات صلة