صفاقس: باحثون يطورون وحدة متنقلة للتنفس الاصطناعي ووحدة لصنع الأوكسيجين
يعمل فريق يتكون من باحثين تكنولوجيين من المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بصفاقس، وأطباء من كلية الطب بالجهة، حاليا على تطوير اختراع وحدة متنقلة للتنفس الاصطناعي لفائدة عديد المرضى، ووحدة لصنع الأكسيجين، يمكن ربطهما بالمستشفيات والمصحات وتوظيفهما لسد الحاجيات من الأوكسجين في جائحة “كورونا”.
وتوصل هذا الفريق في الوقت الحالي، إلى تصنيع نموذج مصغر للمشروع في جزئه الأول المتمثل في تركيز وحدة تنفس اصطناعي ذات تدفق عالي لفائدة عديد المرضى في نفس الوقت، وفق ما صرح به لـ(وات) منسق فريق البحث المحاضر التكنولوجي في الهندسة الميكانيكية بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية بصفاقس، إلياس بوحامد.
وأضاف، ذات المصدر، أنه شُرع حاليا في العمل بين مختلف الأطرف على تصنيع وحدة لصنع الأكسيجين سيجعل من المخترع أكثر نجاعة واندماجية وتكاملا. والى جانب خصائصه الهامة المتمثلة في إمكانية استغلال الوحدة لعديد المرضى في نفس الوقت وإمكانية تنقله من مكان إلى آخر (مصحة، مستشفى، مستشفى ميداني)، يضمن الاختراع، بحسب منسق فريق البحث، “إمكانية تزويد المرضى بالتنفس الاصطناعي بصفة شخصية انفرادية لكل مريض مع إمكانية تعديل المتغيرات الخاصة بمستويات التدفق والضغط ودورة التنفس بشكل مستقل لكل مريض على حده”.
وأكد بوحامد، أنه سيتم رفع هذا المخترع الذي كان تحصل في ماي الفارط على جائزة عالمية من جمعية مهندسي الكهرباء والالكترونيات، وهي منظمة عالمية مختصة في المجال العلمي والتكنولوجي والروبوتيك، إلى السلط الجهوية، التي ستتولى بدورها رفعه إلى السلط المركزية.
واعتبر، أن تجسيم هذا المشروع وارتقائه إلى مرحلة التنفيذ والاستغلال الفعلي، يبقى رهين توفير الإمكانيات المادية من السلط العمومية بغاية اقتناء المعدات التكنولوجية والبيوطبية اللازمة للقيام بالتجارب السريرية المكملة للتجارب الفنية المنجزة في مخابر المعهد بالجهة ثم المرور إلى عملية التصنيع.
تجدر الإشارة، في هذا الصدد، إلى أن عددا من الصناعيين انضموا إلى فريق البحث مؤخرا للعمل على المكونة الثانية من المشروع والمتمثلة في تصنيع نموذج صناعي مصغر لوحدة صناعة الأكسيجين. من جهته، أكد والي صفاقس، أنيس الوسلاتي، عقب إشرافه يوم أمس الثلاثاء، على جلسة عمل جمعته بفريق الباحثين حول سبل تفعيل المخترع الجديد ودفع عملية توظيفه وتوفير الظروف الملائمة للاستفادة منه، على أهمية المشروع في توفير حلول عملية في حال حصول نقص في التزود بمادة الأوكسجين التي تزايد الطلب عليها في المستشفيات والمصحات في الآونة بسبب جائحة “كورونا”.
ولفت، إلى أن مؤسستين فقط ينتجان الأوكسجين حاليا وقد تتجاوز الحاجيات مستقبلا طاقتهما في الإنتاج في صورة تواصل الجائحة أو تفاقمها.
وأعرب الوالي، عن دعمه لهذا المشروع حتى يرى النور، نظرا لأهميته المرتقبة في تزويد المستشفيات الميدانية وسهولة الاستفادة منه، باعتباره وحدة متنقلة، بالنسبة للمستشفيات التي تحتضن أعدادا كبيرة من المصابين، وذلك نظرا لقدرة المشروع على تحويل الهواء إلى أوكسيجين، وبالتالي توفير طاقة تدفق عالية من هذه المادة الحياتية.