صفاقس : بلد المضحكات المبكيات!!!

صفاقس : بلد المضحكات المبكيات!!!

5 ماي، 20:00

من المضحكات المبكيات في مدينة صفاقس ( الولاية التي يفوق عدد سكانها المليون ساكن و لاتزال بدون وال ٍ ومنذ عدة شهور) أنه لمّا طُلِب مني إحضارمضمون ولادة بالفرنسية وذلك لاستخراج جوازسفر كانت المفاجأة التي لم تخطر لي على بال فقد أعلمني موظف الحالة المدنية بأن ذلك لم يعد متاحا في كامل هذه المدينة منذ فترة وذلك لعدم توفر المطبوعات باللغة الفرنسية، وأن الحل يكمن في التنقل إلى مدينة المحرس لاستخراج هذه الوثيقة النادرة أومطالبة أحد الأقرباء بإرسالها من أيّ مدينة أخرى !!!

أيّ وثيقة ثمينة هاته التي ستكلّف صاحبهاعلى الأقل 10 دنانير للتنقل و 500 مليما للبلدية و نصف يوم من الوقت المهدور وربّما أكثر لواضطرّ الشخص لطلب إجازة عرضية من شغله، وهذا بقطع النظر عن توتّر الأعصاب وحالة الإحتقان المصاحبة للعملية !!!

فإلى أين نحن ذاهبون ؟ ألهذه الدرجة هانت علينا أنفسنا فوصل بنا الإستهتار لهذا الحدّ ؟ أليس في مسؤولينا رجل رشيد ؟!
لقد أوجعوا رؤوسنا بالوعود الزائفة، إذ كم فرحنا لمّا زعموا أن استخراج المضامين سيصبح عملية بسيطة تقع مباشرة من الإنترنات بدون اللجوء للوقوف في طوابير مقيتة ومضيعة للوقت. ولكن هذه الأخبار لم تكن سوى شعارات رنّانة وذرّ رماد في العيون لغايات سياسية وإنتخابية حقيرة !!!

كان من الممكن عند عدم توفرهذه المطبوعات الورقية تعويضها بمطبوعات رقمية تستخرج مباشرة من الحاسوب، فيكفي إدخال ورقة بيضاء في الآلة الطابعة لاستخراج المضمون بالأبيض والأسود بدون حاجة إلى اللون الأزرق فقد أصبحنا في غنى عن جماليّة الوثائق فهي تُعتبر من الرفاهيّات والكماليّات الغير ضرورية في هذاالوضع الإقتصادي الصعب.
محسن العكروت
أستاذ تعليم عال

مواضيع ذات صلة