صفاقس تكريم روح سي أحمد الزغل من جديد ليس مِنَّةً من أحد
عرفت سي أحمد رحمه الله في الستينيات من القرن الماضي عندما كنت تلميذا بالحي الزيتوني ثم تقوّت معرفتي به حينما عُينت أستاذا لتدريس اللغة العربية بنفس المؤسسة التربوية التي أضحت تُسمى معهد 15 نوفمبر 1955 صفاقس.
ذاك المَعْلم التربوي الذي أداره سي أحمد طيلة 25 سنة بتمامها وكمالها تخرّج منه في تلك الفترة علماء وعظماء بالآلاف من أطباء ومهندسين ورجال قانون فضلا عن رجال التعليم والتربية بمختلف أصنافهم ودرجاتهم.
لقد كرّمتُ سي أحمد بمقالات عديدة في العشرية الأولى من قرننا هذا بجريدتي شمس الجنوب والصريح. مقالات أثلجت صدره حينذاك، لكن حينما أتذكر انجازات سيدي أحمد الزغل في حقلي التربية والتعليم أخاطب نفسي قائلا : “أنتَ يا مَحمد لم تَفِ الرجل حقّه مهما كتبتَ”.
واليوم مساءً وقع تكريم روح فقيد التعليم الأستاذ أحمد الزغل بمعهده. هي حركة نبيلة من عائلته لكنها تبقى قطرة ماء من نهر جارٍ.
مَحمَّد التّركي