صفاقس تلميذ الباكلوريا يُوجه رسالة إلى وزير التربية
سيدي الوزير الموقر يا أيها الوزير الصادق يا أيها الوزير الذي إذا وعدت بشيئ فعلته و طبقته سيدي الكريم بالله عليك ماذا فعلنا نحن كتلاميذ لننال شرف الدخول إلى هذا المكان الراقي، يا سيدي الوزير ألم تقل أن صحة التلاميذ أولى من كل شيئ ياسيدي الكريم يا أيها المتفاني بربك أي صحة تتحدث عنها عندما ندخل إلى هذا المكان، أنا أتحداك أيها الوزير الناجح إن كنت تستطيع البقاء هنا دقيقة واحدة سيدي الكريم ألم نتعلم منذ صغرنا أن النظافة من الإيمان و الوسخ من الشيطان أليس هذا هو الشعار الذي تربينا عليه يا حضرة الوزير الموقر إعلم أيها الوزير أن بعض التلاميذ يشكو من مشاكل صحية فكيف تتطلب منه البقاء لستِّ ساعات متواصلة في المعهد دون الخروج منه، جرب يا سيدي الكريم أن تبقى لست أو سبع ساعات دون الدخول إلى دورة المياه ، سيدي الكريم معهدنا يشكو نقصا على جميع المستوايات فلا هو معهد كبقية المعاهد و لا هو مؤسسة كبقية المؤسسات سيدي الكريم معهدنا هذا أنجب كفاءات ونخبة من المتعلمين و رغم ذلك هو يفتقر لأبسط الأساسيات، في معهدنا يا سيدي نشكو من نقص في العملة في معهدنا تعودنا على الذل هذا المعهد الذي تتداعى جدرانه لكبر سنه هذا المعهد الذي لم يُطلى منذ عشرات السنين هذا المعهد الذي يصرخ و يتأوه لفقر تجهيزاته هذا المعهد الذي إذا جلسنا على طاولاته الفقيرة تصلبت ظهورنا، معهدنا الذي إذا وضعت حاجياتك على طاولاته المهترئة و القديمة تلونت بألوان الغبار كلها معهدنا الذي إذا تدارسنا فيه شتاء تجمدنا فبلور نوافذه مكسور، معهدنا الذي هو معهدنا بالإسم فقط هذا المعهد يا حضرة الوزير يصعب علينا رؤيته بهذه الحال…
ختاما سيدي الموقر حضرتك تتخذ القرارات على هواك يا سيدي ألم تقل إنك ستوفر خيمات في المؤسسات التربوية من أجل الفحوصات فها؟ نحن ذا نقف في صف متلاصقين متزاحمين متراصين لنقيس الحرارة بآلة معطبة ثم نتقدم لنأخذ قارورة المعقم من تلك الكرتونة المفتوحة فتحا جانبيا أين الأطباء المراقبين أين الإطار المشرف على تنظيم هذه الإجراءات أين أنت و أين مساعدوك الأفاضل؟ سيدي الوزير نحن في زمن الكورونا هذه الآفة التي ما يزال خطرها قائما هل ترضى أن تدخل مثل هذا المكان نحن نحملك يا حضرة الوزير كل المسؤولية إن أصابنا مكروه حتى المياه في هذا المكان مفقودة شكرا لك أيها الوزير و شكرا لكل الإطارات التي ساهمت في تحطيمنا.”