صفاقس: جمعيّة الخطابة والعلوم الشرعيّة تعبر عن تفاجُئِـها من قرار تعليق صلاة الجمعة
صفاقس في 28 صفر 1442 / 15 أكتوبر 2020
﴿يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا نُودِىَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوْمِ ٱلْجُمُعَةِ فَٱسْعَوْاْ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّهِ وَذَرُواْ ٱلْبَيْعَ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾
لصلاة الجمعة عند المسلمين منزلة رفيعة لِما خصها الله به دون سائر الصلوات من دعوة صريحة الى ترك البيع عند حلولها، وإلى واجب الإسراع بتلبية النّداء إليها.واستشعارا للمكانة المتميّزة لهذه الشّعيرة فإن جمعيّة الخطابة والعلوم الشرعيّة في الوقت الذي تؤكّد فيه تفاعلها المبدئي مع كل ما من شأنه أن يدفع البأس والضرّ عن أبناء شعبنا تعبّر عن:
1- تفاجُئِـها من قرار تعليق صلاة الجمعة بمعتمديات صفاقس الكبرى وقرقنة، واستهجانها التسرّع في أخذ قرارٍ بهذه الخطورة لما فيه من تعدٍّ على حق العابد والمعبود دون أدنى تشاور مع أيّة جهة مهتمّة بالشّأن الديني رسميّة كانت أو جمعياتيّة، ولا مع أهل الاختصاص من أهل العلم الشرعي للاِستنارة برأيهم.
2- معارضتِها حرمان روّاد بيوت الله من أداء عبادتهم في جوامعهم، وهم الذين أثبتوا أنّهم أحرص الناس على تطبيق التعليمات الصحّية الموصى بها بصورة تجعلهم أكثر أمانا وهم داخلها مما لو كانوا خارجها حيث الاكتظاظ في الأسواق والمتاجر والأنهج ووسائل النقل …
3- تفهمِها ما اُتُّخِذ – إبّان الموجة الأولى لهجمة الكورونا – من إجراءات وقائية بشأن بيوت الله، أمّا اليوم فلم يعد الوضع يبرّر مثل تلك الإجراءات.
4- دعوتها إلى مراجعة قرار تعليق صلاة الجمعة، والبحث عن حلّ يُمَكِّن المصلين من أداء فريضتهم مع مراعاة البروتوكول الصحّي.
5- تنويهِها – في حالة الإصرار على تعليق الشعيرة – إلى أنّه ليس أصحّ فقها -للمحافظة على صحّة عبادة النّاس- من غلق الجوامع من الزوال إلى الغروب، لأن صلاة العصر لا تصحّ جماعة في الجوامع المفتوحة مع إسقاط فريضة الجمعة، لاشتراكهما في الوقت.
6- واجب التذكير بضرورة الفّرار إلى الله تعالى والضّجّ إليه بالدعاء عساه سبحانه يفرج عنا ما نحن فيه من ضيق وبلاء، و يدفع عنا ما ألمّ بنا من كرب ووباء، وعسانا أن نبرأ لأنفسنا من أن نكون ممن قال فيهم العزيز الحكيم: ﴿فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾الأنعام: 43وصلّى الله على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليما.