صفاقس : عادت حوادث المرور … لتحصد الأرواح
تشير الأرقام الرسمية خلال السنة المنقضية (2023) عن تسجيل 5525 حادث مرور خلف 1185 قتيلا و7586جريحا ، وذلك بمعدل ثلاث ضحايا في اليوم بحسب المعطيات المنشورة على موقع المرصد الوطني للسلامة المرورية.
هذه الأرقام المفزعة قرعت كل نواقيس الخطر عما يحدث على طرقاتنا من حوادث، وربما سنجد أنفسنا أمام كارثة بشرية تزداد سوءا بتواتر الأيام.
وتتصدر مدينة صفاقس قائمة الولايات من حيث عدد القتلى خلال هذه الفترة.
فلا يكاد يمر يوم واحد إلا وتصحو المدينة على خبر حادث مرور خلّف وراءه قتيلا أو أكثر وعددا من الجرحى. حتى أن البعض وقبل مغادرته للمنزل أصبح يقبل عائلته فمن يدري يمكن أن يعود في صندوق، فالموت أصبح خبرا عاديا نقرؤه ونمرّ، وحوادث المرور في كل لحظة وغول الطريق يتربص بالجميع، لا يستثنى أحد : تلاميذ، شباب في عمر الزهور، أطباء… الكل أصبح مهددا في حياته. فبفعل سائق أرعن متهور، أو حفرة في الطريق أو مجاوزة ممنوعة، يمكن أن تجد نفسك في عداد المفقودين.
في المقابل يعزو المسؤولون في تونس ارتفاع نسبة الحوادث لعدة أسباب أبرزها سلوك السائقين، والسرعة الفائقة، إضافة إلى حالة الطرقات ووضع العلامات المرورية أحيانا.
هذه الحوادث المأساوية تستدعي وقفة جماعية لإيجاد الحلول المناسبة للحد من ازديادها أولاها تكمن في تقيد جميع السواق بقواعد المرور وعدم التهور والسرعة على الطرقات، خاصة أن العنصر البشري هو السبب الرئيسي في الحوادث المرورية.
ثم يأتي دور الدولة عبر تحسين الطرقات والقيام بالحملات التوعوية عن طريق الندوات، ولم لا إدراج مادة التربية المرورية في المدارس الابتدائية، وإعادة النظر بمدارس السياقة الخاصة التى أضحت مصدرا للسائقين غير المؤهلين ومنحها رخص السياقة بطرق ملتوية أو ما يصطلح عنه “بالوفقة”.
قبل أن أنهي أتوجه بسؤال ونداء. الاستفسار إلى وزارة النقل : ماهو مصير معلوم الجولان المفروض على السيارات والحال أن طرقاتنا في أسوأ حالاتها؟ والنداء لسواق السيارات : إذا كانت حياتك لا تهمك فتذكر أن حياة الآخرين تهمك.
أسامة بن رقيقة