
صفاقس : خبز العيد.. كول وإلا طيّر قرنك
ككل سنة نسجل ظاهرة سلبية جدا في محلات صفاقس إذ يختفي الخبز العادي في يوم الشك وطيلة أيام عيد الفطر فيكون كل مواطن مجبرا على اقتناء خبز العيد حتى لو كان غير محتاج إليه أو غير راغب فيه خاصة أن نوعيته قد لا تعجب البعض أما إذا اشترى الحريف خبزة باقات قبل العيد أو حتى خبزة عادية فلن تصمد هذه الأخيرة أكثر من عشوية لتصبح في الغد ذات شكل مطاطي caoutchouc ولو حاول أحدنا استهلاكها من الغد لتفككت قطعا إلى “فراك” ولأصبح مضغها صعبا وابتلاعها أصعب.. والأسئلة المطروحة هنا : لماذا نجبر المواطن على اقتناء خبز العيد دون سواه ولا نوفر له بقية الأنواع في بيع مشروط يخفي جشعا كبيرا ورغبة سريعة في الربح ؟ ولماذا أصبح خبزنا بهذه النوعية السيئة جدا ونحن لدينا أفضل خبّاز في باريس ؟ فما هذا التناقض وأين أصول الصنعة وأين المراقبة ؟ نقول هذا ونحن نتذكر أن الخبز في التسعينيات كان يبيت عندنا يوما أو يومين ورغم ذلك يظل طريا ونتلذذ طعمه فما الذي تغير ؟ الملاحظة تسري بقوة على الباقات المطاطية وكذلك على الخبزة العادية وعلى خبز السميد إن كان من السميد وليس من الكركب.. يبدو والحال هذه أن صنع مبسوطة في المنزل يبقى الحل الأمثل حتى لا نضطر إلى استهلاك ما لا يُستهلك وهذه الصورة لخبزتين بعد يوم واحد من شرائهما أفضل دليل على كلامنا.
سامي النيفر