صفاقس رغم المداواة جحافل الوشواشة تهاجم المتساكنين

كل ليلة لا يهدأ صراعنا مع الوشواشة في عمليات كرّ و فرّ لا تنتهي.. و ليلة البارحة لم يختلف الوضع و لعلّه ازداد سوءا فهذه الحشرة الخبيثة تمتص الدماء في غفلة منا فلا نفيق إلا على لسعاتها يضاف إلى ذلك طنينها المستفزّ و دورانها حول الجسد و كأنها مروحية حربية تستعدّ للمباغتة ! و يصعب عليكَ ترصّدها و الإمساك بها فهي مراوغة.. و المواطن في حالة حرب مع الوشواشة التي تأكل الأجساد و الأعصاب و تزداد خبرتها مع الأيام و السنوات حتى انعدمت معها كل الحيل.. فالمراهم و الكريمات و الحبق لم تعد تبعدها عنا و المبيدات تخنقنا أكثر مما تخنقها و إغلاق النوافذ لم يعد يجدي نفعا رغم الاختناق لأنها تتسلّل غصبا عنا بل هي تدخل تحت اللحاف و الثياب و تسبّب الأرق و تبعد النوم و لا تترك الإنسان يقوم بعمل أو ترفيه لأنها حوله بالمرصاد بطنينها و حركاتها و استفزازاتها ووخز إبرها.. هذا و إن عددها في ازدياد فقد أصبحنا نسهر مع عشرات منها بعد أن كانت حَارَة في السابق و يا حسرة على الزمن الجميل ! و أصبح حضورها ثقيلا بيننا فهي ضيفتنا بالليل و النهار كذلك و مناعتها تزداد يوما بعد يوم.. وهي لا تأكل فقط من أجسادنا و أعصابنا فحسب بل هي أيضا تشاركنا طعامنا و شرابنا فنظل نتابع حركاتها و نطاردها طيلة الوقت.. نداء إلى مسؤولينا : أليس هذا عذابا كبيرا لمواطنيكم ؟ هل من حملات جادة للتبخير و ذلك في كامل الولاية و ليس في مناطق محدودة منها ؟ نرجو منكم الدخول إلى وسط الأحياء و حتى محيط المنازل للقضاء على هذه الجرثومة التي قد تتحول إلى وباء خطير في صورة انتشارها و استقوائها علينا أكثر و إن من أوكد واجبات النظافة مقاومة الوشواشة الخبيثة بالمعنيين الصحي و المعنوي و أمرها يجب أن يكون في أعلى سلّم أولوياتكم و حملاتكم يجب أن تكون دائمة في الزمان و شاملة في المكان حتى تحموا دافعي الضرائب من هذه الآفة التي يجب مقاومتها بجدية و عزم أكبر فصحتنا أمانة بين أيديكم.

سامي