
صفاقس : هل تبخّر الامل؟
حيث ما تنقلت في صفاقس لا ترى الا القلق والحيرة والوجوم ومظاهرالبؤس في وجوه العديد من الناس واذا فتحت باب الحديث مع الشباب لن تسمع سوى “البلاد ماعادش فيها ما يتصلح” ويحدثك عن فرص الهجرة الشرعية و غير الشرعية و تكلفتها و فرص نجاحها اما اذا تحدثت لرب الاسرة فلن تسمع سوى الآهات من غلاء المعيشة وضيق الحيلة لتلبية احتجاجات اسرته ثم يختتم حديثه كيف تدبر قارورة غاز من السوق السوداء حتى تستطيع ام الاولاد ان تطبخ ما تيسر لأبنائها اما اذا تحدثت مع التجار فلن تسمع سوى طلب اللطف للبلاد و العباد وانه اصبح عاجزا على دفع معينات كراء المحل وان الوضع غير محتمل وانه تمرايام دون ان يدخل زبون واحد من جراء تهرء القدرة الشرائية للفرد واذا تجولت في المدينة فسيعترضك جحافل من المتسولين من مختلف الاعمار يستجدون بضع مئات من المليمات اما باقي الصورة فلا تخفى على احد .
جمال القشورى
خبير و مستشار اجتماعى