
صفاقس وفيروس كورونا : تهوّر السلطة الجهويّة فاق تهوّر المواطن
المواطن متهوّر بطبعه فهو لم يقتنع بعد ان الكورونا ضيف قاتل لانه لم يُصب هو او احد افراد عائلته ولم يفقد عزيزا عليه لذلك يواصل في تحدّي الفيروس بطريقة مخيفة …المواطنون قد يغلّبون مصالحهم الحياتية على صحتهم وهو امر مفهوم في ظل تخاذل الدولة والكساد والفقر والجوع وانعدام المداخيل لكن
ان تتهوّر السلط الجهويّة بصفاقس الادارية والسياسية والصحّية فذلك ما لا يمكن قبوله بالمرّة فكيف سمحت للتجمعات مثل تلك التي ساندت فلسطين من جميع الاطراف وبالتداول وصولا الى اتحاد الشغل وغدا حزب النهضة الذي دعا الى المشاركة الكثيفة في مسيرة التنديد بالعدوان الاسرائيلي التي تنظمها جمعية الخطابة والعلوم الشرعيّة وعندما نعرف قوة النهضة في حشد جماهيرها فاننا نقتنع اننا سنكون امام حشد رهيب لا يمكن له البتة ضمان التباعد الجسدي .
كيف سمحت السلطة في صفاقس بتنظيم مثل هذه التجمعات وهي تشتكي يوميا من التهور وتغلق المحلات وابواب الرزق وافلست عديد المقاهي والمحلات والصنايعية فباي مفهوم تتعامل السلطة الجهويّة وهل ان تواجد 30 او 40 شخصا في مقهى اخطر من تجمع الالاف من المتظاهرين واللعاب يتطاير من افواهمم جراء الغناء والصياح ؟ هل فعلا تريد السلطة ان تحمي صفاقس من فيروس كورونا وهي التي تحتل يوميا صدارة المتضرّرين ؟ ام هل ان العزري اقوى من سيدو ؟ والاحزاب والمنظمات تفعل ما تريد ؟
صدقوني اغلب الناس والتجار والصنايعية يطرحون نفس السؤال ولا يجدون اجابة مقنعة
*صورة تعبيريّة
حافظ كسكاس