صفاقس يحدث في بعض الأقسام الإستشفائية “ماعندكش شكون تضيع”.
منذ الأزل جبل الإنسان على الميل لأهله وأقاربه واصحابه، ويسعى دائما لتفضيلهم على الغير. وهذا يحدث في كل مكان في العالم. ولكن أن تتحول هاته الظاهرة إلى ثقافة عمل فهذا خطير، مثلما يحدث داخل مستشفياتنا العمومية ، ففي بعض الأقسام الإستشفائية بصفاقس لا تقدم الخدمة بالأولوية بل بمعرفتك بالموظفين والممرضين والعملة، فيمكن لشخص قدم للمستشفى على الساعة العاشرة أن يدخل لمقابلةالطبيب قبل مريض مرابط داخل العيادة منذ السابعة صباحا.
و”بالمعارف” يمكنك تقديم موعد مازال عليه أشهر بأيام معدودة . أما المواطن القادم من المناطق البعيدة فلا حول له ولا قوة ، ينتظر ثم ينتظر وفي حالات يمكن أن يفارق الحياة وهو ينتظر موعد أو إجراء عملية جراحية.. وإن كان محظوظ وميسور الحال بإمكانه الذهاب إلى العيادات الخاصة للحصول على الخدمة.
ويعود تفشى هاته الظاهرة لضعف الرقابة ، وضعف الإدارة داخل المؤسسات الإستشفائية العمومية ، إزاء إنتشار هاته الظاهرة بسبب إنغماسها هي نفسها في المحسوبية ، ففلان وعلان ومن له المال والنفوذ يزاحم المواطن البسيط في الخدمات الإستشفائية و تقدم لهم الخدمة وتفرش لهم الورود داخل المستشفيات أما المواطن البسيط فالإنتضار مصيره إن حالفه الحظ وبقي على قيد الحياة.
هذا التمشي الذي يعتمده البعض ، وإن كان عددهم قليل لا يتماشى مع توجهات الدولة الساعية إلى جعل المواطنين سواسية أمام القانون.
أسامة.




