صفاقس 2040 الرالوي….. طائر الفنيق! …فتحي الهمّامي
استعدادا للحدث الرياضي بعد يومين، تلبس صفاقس الحلة الصفراء والسوداء، وتتزين الشوارع المؤدية إلى المدينة الرياضية، ذات اللون الأحمر الآسِر، بالراية الوطنية وأعلام فريق الرالوي، كامل المدينة في حَيَوِيَّة وهِمَّة، كما مؤسسة “الشيمينو”، الملتقطة انفاسها مؤخرا، بعد طول اخْتِنَاق، بفضل بعث محطة القطار العصرية، وتدشين خط القطار السريع من وإلى العاصمة…… منذ الاعلان عن موعد المقابلة الحدث، يتهافت محبو الرالوي، على اقتناء كساء النادي، وبالمثل الهدايا التذكارية، الحاملة لألوانه وشعاره، وهي تنفد بسرعة كما التذاكر المُبْتاعة عن طريق الانترنات. فالفكرة وإن بدت في الأول، كأنها احلام نائم، إلا أنها بدأت ترى النور، وتتحقق رويدا رويدا، ولم تذهَب الأحلام أدراجَ الرِّياح، وها هي عاصمة الجنوب تستقبل نادي الأهلي المصري، وتستعد لاحتضان ذهاب الدور نصف النهائي، لكأس الاتحاد الافريقي…. فالرالوي مثله مثل طائر الفينيق، او طائر العَنْقَاء، كما تقول العرب، فها هو يولد من رماده، وينهض من جديد، بديعا يانعا، وبالمثل تنهض الرياضة، في هذه الربوع، وبالذات لعبة كرة القدم، نساء ورجالا، فهي في ازدهار، وانتعاش، رغم ان المشروع غير المسبوق لم يكتمل نموه بعد…. مائة ملعب بمائة لون، تلك هي النِيَّة، الخطة، ذلك هو المشروع، وقد انطلق انجازه، في أواسط الثلاثينيات، والهدف بعث مائة ملعب، لكرة القدم السداسية، في العراء، في كل حي، في كل “حومة”، في كامل الولاية، وقبل انتصاف القرن، على أن تتلون كل منشأة رياضية، بلون يميزها، وان يكسي ارضيتها العشب الأخضر الاصطناعي……. ومنذ ذلك الوقت تتفتح سبعة وخمسون وردة، تشكيلة من الملاعب منتشرة هنا وهناك، يقبل عليها الأطفال والشباب، بحَمَاسَة وسعادة، فتتحول المدينة إلى حديقة بهية لللَّهْوِ، واكاديمية رَحْبة للتكوين، كما تصير قبلة المُغْرَمين بالكرة والمنتدبين، فتزدهر نوادي الرالوي، والصفاقسي، وقرقنة والسياب، والعامرة …….، وتصبح ملك محبيها، ومشتركيها، وتفقد المقاهي الكثير من حرفائها، كما “الحراقة” الكثير من المرشحين “للحرقة”…… وبمناسبة هذه المقابلة الكروية المهمة، انطلقنا في جولة على الدراجات الهوائية، إلى ضاحية حي البحري القريبة، من تنظيم الجمعية التطوعية للإرشاد السياحي، لإطلاع الزوار على منشأته، وعلى تطور الرياضة في ربوعه. ملعب حي البحري، الملون سياجه وتجهيزاه باللون الأزرق، يبدو وكأنه خلية نحل، اليوم وككل يوم في انْتِعَاش ونشاط، كما افادنا راعيه الشاب النابه، وها هو يشهد هذا النهار – بالصدفة – تدريبات فريقه النسائي، ذائع الصيت، ثم مقابلة لليافعين…..وعن سؤال لصحفي غيني بخصوص الرياضة، واهميتها في هذه الدائرة، فكر الشاب ثم اجاب: بفضل الرياضة نسْتَعيد صِحَّتنا بَعْدَ مَرَضٍ طَوِيلٍ………
*الشيمينو: الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية
*الرالوي: نادي سكك الحديد الصفاقسي