طارق الكحلاوي : مكالمة رئيس مجلس نواب الشعب مع السراج خطأ مجاني

لا يجب ان يكون الموضوع الليبي، وهو مسالة استراتيجية تتعلق بامن البلاد ولا يجب ان تكون موضع تجاذبات حزبية، موضوعا يقسم مؤسسات الدولة.

اولا، لا يوجد خلاف على مستوى الدولة في ان حكومة الوفاق هي الطرف المعترف به دوليا. الرئيس قيس سعيد بصفته المفوض دستوريا لتقرير السياسة العامة للديبلوماسية التونسية والتعبير عنها اكد ذلك مرارا ولم يسمح بان يتم التعامل مع برقة وحفتر كطرف شرعي.

ثانيا، بالتالي لا يوجد ما يبرر ان يتحدث رئيس مجلس نواب الشعب بصفتك تلك مع رئيس الحكومة الليبية، لا الدستور يفوض له ذلك، ولا الموقف الذي عبر عنه تعويض عن تخلي تونسي عن موقفها الرسمي. الرئيس هو المعني بالتعبير او الاتصال والتعبير للاطراف الدولية عن الموقف التونسي.

ثالثا، الموقف الرسمي، وهنا لا يوجد ايضا خلاف، لا يريد ان يقطع مع الاطراف الموجودة في الشرق (رغم تباينه معها) دعما للحل السياسي السلمي. لا يمكن على هذا الاساس ان يقوم طرف رسمي بتقديم التهاني فيما يخص التطورات العسكرية. ولهذا بالمناسبة حتى رئيس مجلس نواب الشعب تجنب الاشارة الى التهنئة في بيانه، بعكس بيان فائز السراج.

رابعا، الرئيس قيس سعيد مدعو لضمان الانسجام في المواقف التونسية، وليس هناك ما يدعو لاقصاء رئيس مجلس ناب الشعب عن التداول في المسالة الليبية. اذ كان الاجتماع الاخير حول ليبيا بحضور الحكومة وخارج اطار مجلس الامن القومي اشارة سلبية في هذا الاتجاه. هناك حاجة حقيقية لتوفير انسجام وتفاهم في هذا الشان الاستراتيجي والاستثمار في كل الطاقات تحت اشراف الرئيس بما هو المعني بتقرير السياسة العامة الديبلوماسية.

الملخص: مكالمة رئيس مجلس نواب الشعب خطأ مجاني في القيام بها وتقديم التهنئة في التطورات العسكرية (حسب بلاغ الحكومة الليبية). والرئيس امامه مجال لجمع كل مؤسسات الدولة في سياسة شاملة في اطار الموقف الرسمي الديبلوماسي الذي لم يتغير: التمسك بالاعتراف بحكومة الوفاق والدعوة بشكل دائم لحل سلمي ليبي ليبي.