عكس أغلب بلدان العالم : التعامل بالشّيكات يثير الرّيبة في تونس
في أغلب بلدان العالم و خاصة المتقدمة أو السائرة نحو التقدم يستخدمون الصكوك البريدية أو البنكية كثيرا و المتعامل بها محترم و موثوق به لأنه صاحب حساب و له ضمانات أكثر من غيره بل إن من يدفع النقود خاصة في الصفقات الكبرى هو عادة فاسد و متحيّل و يعمل في التجارة الموازية هذا الأصل.. و لكن في تونس تنقلب الصورة تماما فعندما تسلّم صكّا لأحدهم يرتاب بأمرك و يردّه خاصة إذا كان لا يعرفك و لم يتعامل معك من قبل و إن أخذ منك لشيك فبضمانات كبيرة كأن تضع عنوانك و رقم بطاقة تعريفك و رقم هاتفك…. يحصل هذا حتى في محطة بنزين بمبلغ 20 دينارا.. التعامل بالشيكات كان سيكون طريقة مثلى في تونس لأنه يضمن النزاهة الجبائية و عدم التهرّب الضريبي و المعاملة الشفافة و عدم الغش و الفساد في العمليات التجارية من بيع و شراء و صفقات و غير ذلك و كان سيجنب الناس عناء صعوبة حمل الأموال الكثيرة في الطريق و خطر إضاعتها أو البراكاجات و يجنبهم لمسها بكثرة وهي المتنقلة من شخص إلى آخر و نحن في زمن الأوبئة و منها الكورونا… و لكن المتحيلين من جهة و شك الناس المبالغ فيه من جهة أخرى حوّل هذه النعمة إلى نقمة و جعلنا نتعامل بطريقة ترضي أكثر أصحاب التجارة الموازية.
سامي النيفر