على موجات إذاعة صفاقس امرأة لامعة : فاطمة مقني : مهنتي “حكاية غرام”
ناجحة، ناشطة، مثابرة، مصابرة، لا ترمي المنديل مهما كانت الصعوبات… وضعت بصمتها في إذاعة صفاقس بحضورها وجودة عملها وتنوع مجالات تنشيطها… ضيفتنا اليوم الإعلامية فاطمة مقني القادري في تكريم لها بمناسبة عيد المرأة.. كان تعاملها سلسا وراقيا مع الموقع، وأجابت عن أسئلتنا برحابة صدر وبدقّة فكان الحوار التالي :
1) فاطمة مقني.. مرحبا بكِ في موقع الصحفيين التونسيين بصفاقس.. تتميّزين بنشاط دائم وديناميكية كبرى وتقديم برامج في مختلف المجالات.. هل في هذا كسر للقواعد الجامدة التي تقول بتخصّص المنشّط في نوعيّة معيّنة من الحصص ؟
ليس بالسهل ان يكون عملك متنوعا بعيدا على الخصوصية ولا يمكن أن ينجح دون مراكمة الخبرة والتجربة عبر السنوات ودون المرور دون شك على التخصص الذي كان بالنسبة لي الصحافة البيئية التي انطلقت منذ 1998.
2) التنشيط هواية ومتعة، ماذا تفعلين حتى لا يقلّ الحماس ويصبح العمل روتينيّا مع السنوات ؟
عملي انطلق بالتنشيط فعلا منذ سنوات التسعينيات من القرن الماضي وتطور شيئا فشيئا ليصبح تجربة إعلامية صقلت بالدورات التدريبية على آليات التناول الصحفي ومجالنا يا إما أن يطلق بموهبة أو لا يمكن أن يكتب له النجاح …”حكاية غرام”.
3) تُعتبر فاطمة مقني من روّاد برامج التحقيق والاستقصاء : ما هي الصعوبات والأخطار التي تعترضكِ في هذه الحصص ؟ وما هي أهم المواضيع التي تناولتِها ؟ وكيف ساهمتِ في إيجاد حلول لبعض المشاكل في مجتمعنا ؟
الصعوبات خاصة على مستوى مرحلة البحث في بداية الأمر والتصادم مع السلط وأصحاب المصالح وخاصة عندما تكون هذه البرامج مباشرة كبرنامج “الشانتي” والذي يفضح دون قفازات مكامن التقصير أو شبهات الفساد في التقاء مباشر بين المسؤول والمجتمع المدني والمواطن … لكن الأخطر هي ردود الفعل التي كانت في بعض التحقيقات محاولة انتقامية أثرت في ذاتيا وفي أسرتي المصغرة نفسيا بالأساس..
4) في السّكاتشات المضحكة للمتألّق ياسين الرّباعي، تُقدَّم المرأة على أنّها متسلّطة وأنانيّة ومستبدّة.. كيف يمكن استغلال هذه المسرحيّات القصيرة في إطار النّقد البنّاء لعيوب المرأة أو الرّجل دون تجريح لهما ؟ وهل من كلمة في الفنّانة فاطمة خنفير التي تؤثّث هذه السّكاتشات ؟
تحية كبرى لصديقتي وأختي المبدعة على الدوام فاطمة خنفير وزميلتي المخرجة الفنية سمية كريشان والمبدع ياسين الرباعي … هذه التجربة حاولنا من خلالها النقد السوسيولوجي لسلوكيات المجتمع خاصة في صفاقس في صراع ذاتي تاريخي بين الْهِيَ والْهُوَ لكن ببصمة صفاقسية.
5) كيف يمكن التّوفيق بين لباقة الحديث وبين الصّراحة ونقد الواقع دون مجاملات ؟
هي نتيجة لأسس الإعداد الجيد وحسن اختيار الأطراف المتدخلة.
6) كيف يستطيع الإذاعي أن يبثّ موجات التّفاؤل والأمل في المستمعين حتى لو كانت أحواله صعبة من الدّاخل ؟
عبر الخبرة التي تحتم عليك الفصل بين الذاتي والمهني.. أذكر أني يوما كنت أنشّط برنامجا مسابقاتيّا ترفيهيا “ساعة بساعة” عندما سمعت خبر وفاة خالي ومع هذا أبقيتُ على تماسكي إلى أن أكملتُ حصتي لأن المتلقي ينتظر فاطمة الإعلامية وليس الإنسانة التي تكون ضرورة حاضرة عن طريق بصمات الشخصية وخلفيتها.
7) مَنْ مِنَ الإعلاميات تعتبيرينهنّ ناجحات من الجيل الجديد ؟
تحية للزميلة هدى الورغمي إذاعة الديوان.
8) كيف يمكن للمنشّط أن يكون جذّابا وصاحب “كاريزم” : باختيار ألفاظه بدقّة، أم بتنغيم كلامه، أم بحسن عمله ؟ وهل غلبت ثقافة الإثارة و”البوز” على كفاءة المقدّمين في هذا الزّمن ؟
يمكن أن ينجح الإعلامي في مهمته عن طريق حسن إعداده وتصوّره وحسن تخطيطه واطلاعه المتواصل والمطالعة أو النقد مع المراجعة الذاتية التي تجعله حتما يحسن اختيار ألفاظه بدقة وبالتالي حسن توظيفه لكل عناصر العمل المقدم سواء كان مسموعا أو مرئيا أو مكتوبا أو كلها مجموعة.
9) ما هي أهمّ التّكريمات التي تفتخرين بها ؟
كلها لأن وراءها تعبا وتحديا كبيرين لكن أهم جائزة هي أحسن عمل صحفي استقصائي الأول في هذا المجال الذي كان تحت عنوان “نقص الرقابة في مداخل ميناء صفاقس التجاري وعلاقته بمسالك التهريب” كان سنة 2018.
حاورها : سامي النّيفر