عندما يسرق عصر السرعة منا متعة الحياة….حميم عاشور
في زمن الأبيض والأسود كانت حياتنا مفعمة بالألوان التي تزينها، مليئة بالبهجة والفرح على بساطتها،
لم يكن لدينا وقت لنضيعه أمام الهواتف الذكية والتلفاز والمسلسلات التركية وغيرها، لم نكن نجلس في المقاهي لنلعب الورق وندخن النرجيلة كنا نحيا حياة بيولوجية خالية من التلوث السمعي البصري والبيئي كانت حياة تنبض بالحياة في أدق تفاصيلها كان يومنا مزدحما بالنشاطات كنا نستمتع بكل لحظة منها بالرغم من كوننا لم نكن نحيا حياة الأثرياء والرخاء وجلنا يكابد المشاق لكسب قوت يومه، فحتى قبل أن نبلغ الحلم تحملنا المسؤولية منذ الصغر لم يكن لدينا هامش كبير لنختار الحياة التي نحب فإما أن تصنع لنفسك حياة أو أن تموت بالحياة.
نعم لقد تغير الزمان وتغير المكان والحياة أصبحت أكثر ازدحام لكنها فاقدة لكثير من المعاني فالكل يسابق الزمن الذي فاقت سرعته سرعة مليار سنة مضت على هذه الأرض تطور تكنلوجي رهيب يسافر بنا كل يوم عبر الزمن أصبح من الممكن اختصار هذا العالم في جهاز بكف اليد يأخذك في رحلة سفر عابرة للقارات تطوي فيها رحلة ذي القرنين في لمح البصر، فكل صغيرة وكبيرة تحدث على سطح هذه البسيطة إلا جاءك منها خبر أصبحنا نعلم غيبا لم يكن يعلمه من سبقنا من باقي البشر غير أن كل هذا لم يكن ليغير من طبع البشر بل أن الشر زاد وانتشر ولم تعد تصادف غير الكذاب الأشر، لوهلة نشعر أننا ملكنا مفاتيح الحياة فشرعت لنا كل الأبواب غير أننا لم نكن نعلم أن بعض الأبواب و لحكمة يعلمها الله ما كان لها أن تفتح حتى لا تفقد هذه الحياة سحرها في رخائها وفي شدتها في لينها وفي قسوتها..






