عندما يغيب الشيخ علي الطرابلسي رحمه الله و يحضر الدجالون
أواخر سبعينات و بداية ثمانينات القرن الماضي حظيت بحضور حلقات الشيخ علي الطرابلسي رحمه الله بجامع سيدي عبد المولى بباب الديوان بصفاقس . كان الرجل من معارضي بورقيبة رحمه الله و من أنصار المرحوم صالح بن يوسف ولكنه لم يستغل أية حلقة من الحلقات التي حضرت ليبث دعوة سياسية بل كانت دروسه موجهة للتوجيه إلى الخلق الحسن و احترام الآخرين و لم يتطرق بتاتا خلال تلك الدروس إلى ما من شأنه أن يؤلبنا ضد أناس آخرين كان الشيخ رحمه الله يتحدث بهدوء يشدنا فننتبه و نفهم رغما عنا لم يكن متوترا و لا متشنجا .غيب المرض و الموت الشيخ علي الطرابلسي رحمه الله و تنازع بورقيبة ثم بن علي رحمهما الله السيطرة على المساجد مع أتباع الغنوشي فمنعت الحلقات و أغلقت المساجد في ما بين الصلوات بحيث حرمنا من دروس و حتى من شربة ماء من قلة من قلال الجامع الكبير تروي ظمأنا من حر الصيف ..أثمر عمل المخابرات البريطانية و من وراءها ال سي آي آي و الموساد إنزالا ثوريا فرض علينا التعايش مع الخريجي و زيتون و بوشلاكة و بن تومية و الزغلامي بحيث تراءى للصبيان أنهم يمثلون الإسلام ثم كانت الكارثة مع الجيل الثاني الذي جاء سريعا فأصبح ديننا الإسلامي الحنيف “مختطفا و مرتهنا”من متشنجين يخيل لمن يشاهدهم أو يسمتمع إليهم أن الإسلام عنف و تشنج و ضرب و قتل و إرهاب …نتعايش اليوم مع شيخ و أبناء له يذكرونه بشبابه. أفتى الشيخ لأبناءه بأنه “ما تخرج الصدقة…”فاشتعلت البلاد أحقادا و أصبح جزء من التونسيين مهددين بالموت جوعا و بردا .. بريطانيا صانعة الشيخ و محركته في نزاع حول بريكسيت مع فرنسا التي ترى نفسها صاحبة الحق في تونس . ترى ما سيكون وضعنا لو أن بريطانيا ضغطت على فرنسا من خلال الإيعاز لشيخ الدجالين بإصدار فتوى مفادها أن تونس لم تعد أرضا لحرق الكوليسترول و أصبحت أرض جهاد ؟ ع س

1