في حربها على كورونا: تونس ربحت جولة ولكنها لم تفز بالمعركة

في حربها على كورونا: تونس ربحت جولة ولكنها لم تفز بالمعركة

15 ماي، 18:30

بعد تراجع عدد الإصابات وإرتفاع حالات الشفاء وبداية إنحصار الفيروس، أصبح المواطن التونسي في حالة من الإنتشاء القصوى، معتقدا أن الفيروس بدأ يتلاشى، أو ربما إنتهى كما يعتقد البعض. فكثر الإزدحام في الأماكن العامة والمغازات وعاد العناق والتزاور بين الأقارب والأحباب وألقيت الكمامات وحتى من يرتديها ليس حماية لنفسه وللبقية، بل خوفا من الرقابة الأمنية، كما يفعل بعض سواق النقل الجماعي، الذين يضعون الكمامة فوق الرأس ولا يرتدونها إلا عند مشاهدة الدورية الأمنية ، خوفا من العقوبات الردعية.  فبين عشية وضحاها أصبحت الغالبية تجوب الشوارع بسبب أو بدونه ، ضاربين عرض الحائط كل  التحذيرات من إحتمال  وجود موجة ثانية، كما حصل في الصين وبعض دول جنوب شرق آسيا، التي إعتقدت منذ أشهر أنها تغلبت على الفيروس، ولكنها شهدت موجة وبائية أشد من الأولى. فمن يعتقد أن الوباء قد إنتهى فهو واهم، فبلغة الفن النبيل، من يفز بجولة لا يعنى أنه إنتصر بالمقابلة، والإنتباه واليقضة والإلتزام والحذر في بقية الجولات (الأيام)، السبيل الوحيد للنجاة والفوز على منافس برهن في عديد الأماكن أنه شرس وعنيد وفتاك.     فلا مجال للإستهتار والتراخي، ومزيد من اليقضة والإنتباه، ولا تغرنكم الأصفار المسجلة خلال الأيام الماضية، فحالة واحدة  غير ظاهرة، يمكن أن تغعل فعلتها ونعود للمربع الأول لا قدر الله.

 أسامة بن رقيقة

مواضيع ذات صلة