في عهد المافيا: لم تعد الأرض مأوانا بل ثلاجات الموتى مُستقرّا لنا

في عهد المافيا: لم تعد الأرض مأوانا بل ثلاجات الموتى مُستقرّا لنا

30 جوان، 18:30

أعداد مصابي كورونا اليومي في تونس   متواصلة بالالاف  و احصاءات الموتى بالعشرات  وربما  خارج ما هو معلن عنه رسميا. فهناك أسر مصابة  باكملها  خارج الحسابات  اليومية، و لا تعلن عن اصابتها ،البعض منها  من باب التستر على الاصابة، والبعض الآخر من باب ان الاعلان عن الاصابة ماذا يجدي صحيا و طبيبا، و ماذا يمكن ان تقدم الدولة لهم ؟ مقابل هذا العدد الكبير من الاصابات وعلى الجهة المقابلة يقف “تجار الموت ” مبتهلين إلى خالقهم رافعين أكف الضراعة إلى الله ،ليس من أجل رفع الوباء ،بل من أجل المزيد من الضحايا والمصابين، كيف لا وحساباتهم البنكية في ارتفاع ،وجيوبهم ملأى  بأموال اليتامى والأرامل والثكالى. فلم يكتف هؤلاء باحتكار الادوية ،المواد الطبية والمواد الغذائية.بل امتدت اذرعهم الطويلة لتجارة الاكفان والمقابر. ففي السابق كان حفر القبر والمواد الأولية لبنائه  عادة ما يتبرع بها أصحاب الخير، ولكن الحال اختلف اليوم وبسبب زيادة عدد القتلى وضيق المقابر، ارتفعت الاسعار ونشطت السوق السوداء وأصبح الحصول على قبر حلما ، بل إن البعض بعد أن كان يحلم بمنزل ليعيش فيه ، أصبح شغله الشاغل تأمين مستقبله بعد الموت. فلم تعد الأرض مأوانا، بل ثلاجات التبريد مستقرا لنا ولا  السماء قبلتنا ولا الأرض رحبت بنا. فماذا سيروى هذا الجيل لأبنائهم عن الوطن والأرض والعرض؟  أرض أجدادهم وآبائهم، ومن إرتوت الأرض بدمائهم؟ الأرض التي أنجبت علي بن غذاهم، فرحات حشاد، بورقيبة ومصباح الجربوع وأحمد إبن أبي الضياف وغيرهم من الأعلام الذي قامت ببناء الدولة. تترك هكذا؟ مالذي يحدث في تونس؟ من المسؤول؟ من يحمى تجار الموت ؟ ومتى يتوقف هذا النزيف؟ الا ترتقى جرائمهم إلى جرائم الحرب ؟

 أسامة بن رقيقة

مواضيع ذات صلة