في مُؤسساتنا التربوية الولي يظنُ أنه ينصر إبنه حين يهاجم المربي….
بعض أولياء الأمور يظنون أنهم ينتصرون لأبنائهم حين يهاجمون المربي لكنهم في الحقيقة يزرعون في قلوبهم أول بذرة تمردٍ على كل سلطةٍ تربوية ، على كل توجيهٍ ناصح ، على كل كلمة “احترم” و”استمعاليوم تهاجمون المربي ليشعر ابنكم بالقوة وغدًا سيهاجمكم بنفس القوة ،لأنكم أنتم من علمتموه أن التمرد بطولة ، وأن الصوت العالي هو دليل الحق .احموا أبناءكم من الغرور … فالذي لا يحترم نفسه أمام من علّمه ، لن يعرف يومًا كيف ينهض بثقة أمام الحياة .إلى أولياء الأمور الكرام “من أجل أبنائكم .. احموا قلوبهم قبل أن تحموا كبرياءهم”نعلم أنكم تحبّون أبناءكم ، وأنكم ترغبون في الدفاع عنهم ، لكن ليس كل دفاعٍ عن الأبناء نصرٌ لهم ، فبعض الانتصارات المزعومة تُسقِطهم من الداخل ، وتزرع فيهم بذور الغرور ، والتمرد وسوء الأدب ؟حين تُضعفون مكانة المربي أمامهم ، وتبررون خطأهم ، أو تُشجعونهم على مجادلته وتحديه ، أنتم لا تنتصرون لأبنائكم ، بل تهدمون أول سورٍ من أسوار تربيتهم . المربي ليس خصمًا ، بل شريكًا في صناعة الإنسان الذي سيحمل اسمكم في المستقبل .
إن كرامة المربي من كرامة العلم ، واحترامه ليس طاعة لشخصه ، بل احترامٌ لقيمة التربية ذاتها .٠٠يا من تزرعون في أبنائكم فكرة “لا أحد يعلّمني”، تذكّروا أنكم بذلك تسلبونهم أجمل ما في الإنسان : قابلية التعلّم ، والاتساع ، والتواضع أمام من يعرف أكثر . فمن اعتاد أن يرفع صوته على مدرسه اليوم ، سيرفع صوته عليكم غدًا ، ومن استهان بالتوجيه اليوم ، لن يقبل النصيحة غدًا .
أيها الآباء والأمهات ،كونوا سندًا للمدرس ، لا سيفًا عليه . ازرعوا في قلوب أبنائكم أن للعلم هيبة ، وللمدرس مقامًا، وأن النقد لا يعني الإهانة، والاختلاف لا يعني التمرد .علموهم أن الرجولة والأنوثة الحقيقية ليست في الصوت العالي ، بل في الأدب العالي .!ولنحمِ أبناءنا من أن يكونوا ” أذكياء متعجرفين “، ولنجعلهم “واعين مهذبين”.ساعدونا لنعلّمهم لا فقط كيف ينجحون في الدرجات ، بل كيف ينجحون في الحياة ؟
خالد دريرة






