قضاة من تاريخنا.. عمل ملهم للعدالة

تعتبر سلسلة ” قضاة من تاريخنا ” على الوطنية 1 من أجمل الأعمال المعروضة على قنواتنا في السنوات الأخيرة وهو عمل تاريخي كُتب بنص سليم فصيح البيان مع أحداث شائقة نأخذ منها العبرة.. في كل مرة يعيّن الأمير قاضيا مشهودا له بالكفاءة و النزاهة و لكنه يطلب إعفاءه من المسؤولية خوفا من غضب الله و من أي خطإ بسيط يمكن أن يظلم به العباد.. و كثير من القضاة الشرفاء سُجنوا و عُذّبوا و قُتّلوا لأنهم رفضوا تعيين الأمير أو لأنهم قالوا كلمة حق و نصروا المظلوم.. تلك سيرهم النبيلة و ما أحوجنا إليها في هذا الزمن الذي طغى فيه الظلم و الفساد في البلاد.. و قد قيل ” إذا أردتَ أن تعرف وجه البلاد فانظر إلى محاكمها “.. نشدّ على أيدي قضاتنا فمهمّتهم صعبة و دقيقة و أمانة عظيمة بل إن دور السلطان و الخليفة و حتى الأنبياء عبر التاريخ هو الحكم بين الناس و إقامة العدل.. فدور القاضي أهم من دور الرئيس أو الوزير.. و أحيانا كثيرة لا يكون العيب من القاضي فهو مكبّل بقوانين يحكم بها و لا تحقق مجرى العدالة و يجب تنقيحها و هناك أيضا تلاعب بعض المحامين و تزييفهم للحقائق و تضليلهم للقاضي و شهود الزور و التدخلات و الرشاوى و تزوير التقارير عند بعض الخبراء المحاسبين و غير ذلك مما لا يحصى و لا يعدّ من الألاعيب..الظلم ظلمات يوم القيامة و أملنا في غد أفضل للعدالة التونسية يصنعه المواطن المتخلّق و أصحاب القرار الصادقون و كل الأسرة القضائية التي لا يشرّفها وجود بعض الظالمين فيها.
سامي النيفر