
كبر الصورة : هل أنّ الكلام “الزايد” لم يعد زائدا في تونس؟!!…رياض يعيش
لئن كان خطاب البذاءة ضاربا في التاريخ التونسي، إذ يعود إلى آلاف السنين، فإن بعض المؤرخين يؤكدون على أن “الكلام الزايد” كما يحلو للتونسي أن يسمّيه قد برز منذ العهد القرطاجني، إذ بيّن عالم الاجتماع منصف وناس رحمه الله في كتابه ( الشخصية التونسية ) أن الكلام البذئ من مخلفات الحقبة الرومانية.
والكلام البذئ متجذر في حكم البلاد التونسية قديما أين نجد أحمد باي وأثناء زيارته لفرنسا عام 1846 كان كلما اعترضت طريقه بناية ضخمة إلا وردد كلمة ذات إيحاءات جنسية.
إن التونسي ” إلا من رحم ربك ” بارع في دسّ البذاءة في جمل ذات معنى مجازي مبطّن. ويكفي أن تزور بعض الأسواق الشعبية حتى تكتشف كيف يستعمل بعض الباعة هذا الأسلوب للتغنّي ببضاعتهم. ويكفي أن يعترضك شجار أو مزاح أو غضب أو فرح حتى تجد نفسك مرغما على سماع ما يندى له الجبين وما تكرهه، رفقة أمك أو أبيك أو أختك أو أخيك. إن الأمر استفحل وزاد عن حدّه الزائد… فالكلام ” الزايد” سواء عبر التصريح أو التلميح أصبح وجبة مطلوبة في صفحات التواصل الاجتماعي وفي بعض القنوات الإذاعية والتلفزية التي يساهم المواطن في دعمها ماديا عند استخلاصه معلوم الكهرباء والغاز.
إلى متى سيبقى “الكلام الزايد” جاثما على صدورنا وما فائدة القوانين الجزائية التي يصادق عليها مجلس نواب الشعب من سنة إلى أخرى دون تفعيلها على أرض الواقع التونسي !!!
” رانا معادش نجمو نمشيو في الشارع مع عايلاتنا!!!”