كبّر الصّورة : والآن … إلى سنة 2026….رياض يعيش
باتت حياة الكثيرين مساحة جوفاء وفوضى عارمة في الأوقات والأهداف والمشاريع، حتى أنك إذا سألت أحدهم: ما الفكرة التي تعيش من أجلها أو الهدف الذي تسعى لتحقيقه أو القضية التي تنام عليها وتستيقظ من أجلها، لولّى مدبرا ولم يعقب وابتعد دون أن يلتفت أو يرجع!
إن صاحب البصيرة يستفيد من كل حدث يمرّ به في بناء نفسه وتزكيتها ويهتم بقضية ويجعلها شأنه في يومه كله ويطاردها في الصباح حتى ترد منها أمانيه في المساء.
سألتكم الخميس الماضي: هل لديكم هدف واضح تعيشون من أجل تحقيقه في حياتكم؟ وقد جاءت ردودكم متنوعة وعميقة، وأعلم أنكم في انتظار الكشف عن إجابتي التي وعدتكم بها…
لصناع الحياة، القادرين على الارتفاع عن حضيض الأرض وللصاعدين على جبل الأمل أقول: إذا كان الفكر هو الأب الشرعي للفعل فإن الفعل هو الذي يغيّر الواقع، فضلا عن أن الأمر العظيم يحتاج إلى استعداد عظيم، فلا يكفي أن تترك الأمور على ما اتفق وتقول: أتوكل على الله، فإن الأخذ بالأسباب من التوكل…
إن الحياة بمثابة عجلة دائرية بداخلها ثمانية مجالات تحتاج منا كل الاهتمام وهي: العمل/ المال/ الأسرة/ العلاقات/ العاطفة/ الجسد/ العقل/ الروح…
وبناء عليه، ولتوازن عجلة الحياة أنظّم اجتماعات دورية من أجل إدارة الذات والتخطيط الاستراتيجي وأجلس أمام طاولة بشكل حقيقي وأتنفس بعمق حتى يسترخي عقلي الباطن وأمسك قلما وورقة وأضع أمامي المجالات الثمانية وأتحدث إليها وأسمعها، ثم أتخذ القرارات الحياتية اللازمة وأحدد أهدافي حسب رغباتي واحتياجاتي. على سبيل المثال: أن أساهم في إغناء المكتبة التونسية والعربية بكتب تطوير الذات من أجل تغيير الواقع العربي خلال العشر سنوات القادمة…
أيام وتحل سنة إدارية جديدة، وأكون ممتنا إذا أجبتم عن هذا السؤال بصدق وعمق: ما هي أهدافكم لسنة 2026؟
ولا تنسوا قوة النية، فمن لا ينوي الغنى هو في قرارة قلبه سمح بالفقر.






