“كرونيكورات” يثرثرون ساعات طوال…علي غربال

“كرونيكورات” يثرثرون ساعات طوال…علي غربال

23 أوت، 18:30

أنا أنزعج كثيرا من نوعية من البرامج انتشرت في الإذاعات الخاصة على وجه الخصوص، تلك التي هي أشبه بقعدة في مقهى، يجتمع فيها حول طاولة واحدة مجموعة من الأشخاص يسمونهم “كرونيكورات”، أكثرهم لا تجد له أبحاثا ولا مؤلفات ولا مقالات ولا أي أثر علمي أو معرفي، فيثرثرون ساعات طوال، ويدعون فهما بجميع المواضيع، فتجد أحيانا اللاعب السابق لكرة القدم يفتي في مسألة فقهية، وتجد المغني والراقضة يناقشان الخطط التكتيكية، وتجد المهرج المسرحي يتكلم في النظم الاقتصادية، وتجدهم جميعا يحققون ويصدرون الأحكام في قضايا جزائية وكأنه لا حاجة لنا بفرق البحث الجنائي ولا بهيئآت المحاكم … وفي السنوات الأخيرة صار بينهم قاسم مشترك: لا يجلس أمام المصدح إلا من يُجيد “المداعبة في اتجاه الوبر”…
caresser dans le sens du poil
في المقابل، أفضَِل البرامج التي يعدّها صحفي حقيقي، متمرّس، يستضيف من تقتضي الحاجة استضافته: مسؤولًا يوضح، خبيرًا يفسّر، أو فاعلًا يشرح للمواطنين ما يشغلهم. هناك يتكلم كلٌّ في اختصاصه، بلا ثرثرة ولا تطفّل. فالإذاعة الحقيقية هي الصحافة، لا القعدات المقهويّة …

مواضيع ذات صلة