كلمة إلى المزّونة …أ.د. الصادق شعبان

كلمة إلى المزّونة …أ.د. الصادق شعبان

18 افريل، 21:15

أتذكّر انه في أحد أيام سنوات التسعين ، ألقيت كلمة في سيدي بوزيد قلت فيها لأهالي البلاد انكم يا أهالي بوزيد تتأخرون في حين يتقدم الآخرون و انتم يا أهالي بوزيد تتناحرون في حين يتّحد الآخرون… الكبار منكم يتذكرونها …
و قد صفق الحضور لهذه الكلمة لأنها كانت الصراحة و كانت الحقيقة و أعتقد أنها ما زالت الحقيقة و غابت الصراحة …
أنتم صادقون يا أبناء بلدي و آخرون ليسوا على صدق …
إستغلوكم سابقا في 2010 و قبل 2010 فلا تتركوهم يستغلونكم اليوم …
ما حصل لأبنائنا الثلاث مؤلم و هم أطفالنا نحن أيضا و ترحمي عليهم و كأني أرى أبنائي يموتون عبثا و عزائي لأهاليهم و أكبر لوعة هي أن يموت الإبن أمام والديه …
يجب المساءلة و يجب الإصلاح و إنهاء التسيب … لقد أصبحت المدرسة العمومية تحتاج إلى وقفة الجميع دولة و مجتمعا … و الإنفاق على المدرسة العمومية هو أثمن استثمار …
لكن أقول حذاري من الإستغلال …
هؤلاء الذين ركبوا الحدث هم ذاتهم تقريبا من ركبوا حدث احتراق البوعزيزي … فاتعضوا من السابق ، حيث ركبت النوايا الكاذبة على الحدث و عملت الأيادي الخفية في البلاد ما لم يعمله أحد …
إختل الميزان عشر سنوات و اليوم تعود الكفة الأخرى بعد أن إنخفضت و نتمنى أن تستوي المكاييل في أقرب وقت فتستقر الأمور و تزدهر الأوضاع …
لي أصدقاء كثيرين في السجون و لي أصدقاء كثيرين في السلطة و هذا ما يؤلمني فعلا و لا أعرف ما أفعل و يجب أن ينتهي هذا الأمر …
انا من المؤمنين بأهمية المعارضة … فلا ديمقراطية حقيقية دون معارضة ولا رأي سليم دون رأى مخالف …
لكن أنا في نفس الوقت ضد الأيادي الأجنبية، و ضد سياسة الأرض المحروقة … و أريد النقد البناء – و هي عبارة استهلكت عندنا صحيح – لكنها تلخص كُنْهَ ديمقراطيات الغرب المتقدم …
فلا تستغلوا المزونة … و لا تستغلوا الأفارقة .. و لا تستغلوا قلة المواد الأساسية في السوق و لا غلاء الأسعار لضرب ما تبقى لنا من مكاسب … فما دام لم تأتوا بالحلول البديلة لن تساعدوا البلاد و العباد في شيء … و لستم من المعارضة التي نريدها …
ما تفعلونه لن تعود ثماره لكم ، فانتبهوا …

مواضيع ذات صلة