
كلّ عام ونحن بائسون …فتحي الجموسي
ونحن على أبواب الإحتفال بعيد الثورة علينا أن نعلم جيدا أنها لم تكن فقط ثورة على بن علي بل بالأخص كانت ثورة على الدولة ولذلك حطمنا كل ركائزها ومقوماتها وحولناها الى دولة مفلسة وشحاذة وأفقدناها سيادتها ودمرنا إدارتها ومنشآتها ومؤسساتها وعرضنا جميعها للبيع في سوق النخاسة الدولي.
وقد كانت أيضا ثورة على تطبيق القانون لذلك أصبحت الصعلكة والبلطجة وقطع الطريق حقوقا دستورية واصبح من يأتي هته الأفعال ثائرا ومناضلا بعد أن كان يعد مجرما ومارقا عن سلطة القانون.
وهي أيضا ثورة على مفهوم الأمة و الوطن وعلى التمدن و التحضر لذلك أعدنا إحياء النعرات الجهوية و العروشية التي خلنا أنها انتهت منذ نصف قرن واستفاقت داخلنا جينات أجدادنا الأول من قبائل بنو هلال وأصبح البعض يكره ويسطو على البعض و الكل يكره ويسطو على الكل، وبعد أن كنا نسعى لتمدين الأرياف أصبحنا نعمل على ترييف وتدمير المدن.
وهي كذلك ثورة ضد أول القيم الإنسانية وهي قيمة العمل ولذاك فالكل يطالب بمكان في الوظيفة العمومية وفي شركات البئية و البستنة لانه هناك فقط يوجد راتب بدون عمل.تلك هي حقيقة ثورتنا فنحن شعب يكره الدولة ويكره القانون ويكره العمل ويكره التمدن والتحضر وكل عام ونحن بائسون….