كورونا تضع تونس في مفترق طرق

كورونا تضع تونس في مفترق طرق

11 ماي، 17:30

الحمد الله كل المؤشرات تدل على أن تونس في طريقها للسيطرة الكلية على وباء كورونا و هذا أولا و أخيرا بفضل الله و بفضل القرارات التي أخذت في وقتها دون تأخير و إلتزام أغلبية المواطنون بالحجر الصحي ، لكن أريد أن أؤكد أنه لا يجب التباهي حد الغرور بما حققته تونس في حربها ضد كورونا ، بل يجب اليوم على الجميع و أخص بالذكر الأحزاب السياسية و المنضمات الوطنية بالإبتعاد عن الصراعات و النظر إلى السلبيات التي كشفتها كورونا في نظامنا الصحي و الإداري و الإقتصادي و العمل على دراستها و الوقوف على نقائصها و كيفية إصلاحها ، يجب أن لا نضيع الوقت في الصراعات الحزبية و في المشادات و حرب الكل ضد الكل ، أريد أن أنبه بأن إمكانية حدوث موجة وبائية ثانية في أكتوبر أو نوفمبر واردة جدا ، و بحدة أكبر ، و ليس كل مرة تسلم الجرة ، فهل تتحمل تونس حجر صحي ثاني بشهرين أو ثلاث أشهر ؟ هل تقدر العائلات التونسية أن تتحمل تداعيات موجة وبائية جديدة ؟ هل من الممكن أن يقع تعطيل الدروس لثلاثية أخرى ؟ و كيف سيكون تأثير هذا التعطيل على التحصيل العلمي لأبنائنا ؟ هل تتحمل مؤسساتنا الصغرى و المتوسطة و إقتصادنا بصفة عامة حجر صحي لبضعة أشهر ؟ هل منظومتنا الصحية الحالية ، التي وقفنا على هشاشتها و نقائصها التي لا تحصى و لا تعد ، قادرة على التصدي لموجة وبائية في الخريف القادم ؟؟؟ هل لنا مخزون من المواد الوقائية و المعدات الطبية و كل ما هو لوجستي للتصدي لوباء آخر ؟؟؟ هي عديد و عديد الأسئلة و عديد النقائص في بلادنا التي يجب العمل عليها منذ اللحضة لتلافيها . يجب على كل الشخصيات الوطنية و كل من هو في موقع القرار في السلط الثلاث و جميع المنضمات الوطنية الإبتعاد عن الصراعات و عن الحروب على الكراسي و السلطة ، و يحب العمل على وجود حلول لجميع هذه الملفات و الصعوبات التي من الممكن أن تعترضنا في قادم الأيام لا قدر الله . ندعوا الجميع للدخول في مصالحة وطنية شاملة من أجل تونس و من أجل شعب تونس و من أجل رص الصفوف و حشد كل الإمكانيات و إعداد برامج مختصة في كل ميدان على أسس علمية للتصدي لأي وباء محتمل ، و لتقليص كل تداعياته على المواطن و على الدولة ، و قد رأينا بأم أعيننا بأن تونس ولادة و لها كفاءات علمية قادرة على الإبداع في كل المجالات و ما ينقصنا هو إحاطة بها و تأطيرها … نعم متى عم الوفاق تونس قادرة على الإنطلاق نحو مستقبل أفضل و تستطيع أن تنجز المعجزة في أقل وقت ممكن . كلنا تونسيون رغم إختلافنا البسيط و مصيرنا هو مصير واحد ، لقد حان الوقت كي يمد الجميع يده للمصالحة الشاملة و العمل معا لأجل تونس و مستقبل تونس و لأجل أبناءنا و مستقبل أبناءنا على هذه الأرض الطيبة . كورونا وضعتنا في مفترق طرق فإما الوفاق و العمل معا و النجاة و الحياة و إما الفوضى و الموت و الإندثار و الشتات . نحن في صراع مع الزمن فلا تفوتوا الفرصة فكلنا في مركب واحد و مصيرنا مصير واحد و مصيرنا اليوم بأيدينا ، فلتعملوا على أن يكون مصيرنا خير و الله ولي التوفيق .

د فخرالدين قوبعة

مواضيع ذات صلة